في أعقاب الكارثة التي حلّت على مدينة طمرة، أظهرت معطيات خاصة كشف عنها راديو الناس حقيقة عدم تزويد البلدات العربية بالملاجئ من قبل الحكومة كسياسة ممنهجة، مقارنةً بالبلدات والمدن اليهودية المجاورة.
في طمرة: صفر ملاجئ
وفق المعطيات التي تُنشر لأول مرة، فإن مدينة طمرة التي يبلغ عدد سكانها 37 ألف نسمة تفتقر إلى الملاجئ العامة التي يجب على المؤسسات الرسمية والحكومية العمل على توفيرها ضمن الخدمات المستحقة لدافعي الضرائب. في المقابل، البلدة اليهودية المجاورة لطمرة "متسبي آفيف" الذي يبلغ عدد سكانها ألف ومئة نسمة حصلت على 13 ملجأً عامًا، رغم أن عدد سكان مدينة طمرة يفوقها بعشرات الأضعاف.
بلدات الشاغور تعاني
وهذه ليست المرة الأولى التي تبرز فيها الفجوات بين البلدات العربية واليهودية، ففي العام الماضي قُتل شاب وفتاة في بلدة مجد الكروم في منطقة الشاغور جراء إطلاق قذائف صاروخية من لبنان، بسبب عدم توفّر الملاجئ. وأظهرت معطيات حصل عليها راديو الناس أن كل قرى الشاغور وهي نحف، دير الأسد، البعنة ومجد الكروم وعدد السكان فيها 53 ألف نسمة لديها ملجآن عموميان اثنان فقط. في المقابل، مدينة كرمئيل المجاورة لوحدها حصلت على 126 ملجأً عامًا.
سياسة حكومية ضد المجتمع العربي
وكانت الهيئة العربية للطوارئ قد ناشدت خلال العامين الماضيين، الحكومة بتوفير حلول بديلة عن الملاجئ العامة في البلدات العربية بسبب النقص الحاد، إلا أن الحكومة استجابت بشكل جزئي لهذه الطلبات.
بالإضافة إلى ذلك، قرّرت وزيرة المساواة الاجتماعية، ماي غولان، العام الماضي قطع التمويل الحكومي عن غرفة الطوارئ التي شكلتها سلطة التطوير الاقتصادي بالتعاون مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ما أثار غضبًا واسعًا في صفوف الرؤساء العرب، لكن الوزيرة غولان لم تتراجع عن قرارها.
المجتمع العربي يفتقر للملاجئ
وقال قاسم أبو الهيجاء، والد المرحومة منار وجد الطفلتين من طمرة: "مجتمعا العربي للأسف يفتقر إلى الملاجئ، وعندما نسمع صافرات الإنذار نحاول الاحتماء في أي مكان آمن". وتمنى أبو الهيجاء أن تنتهي الحرب بأقل الخسائر والأضرار المادية مؤكدًا "أن الحرب ليست الحل، ولا بدّ من وقفها".