مدرسة يني تبكي تلميذها: رصاصة أطفأت حلم الطبيب الصغير

ووصفت أجواء المدرسة هذا الصباح:" صباح مليء بالغضب والبكاء. الطلاب قرروا عدم الحضور احتجاجًا. نحن في اجتماعات مع الأخصائيين ورئيس المجلس والمشاعر موجوعة بشكل لا يُصدق". 

المربي اياد حاج
تعمّ أجواء من الحزن والغضب أروقة مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف، عقب مقتل الطالب نبيل أشرف صفية (16 عامًا)، مساء أمس، برصاص جريمة عبثية أثارت موجة استنكار واسعة في البلدة.
"كان يستعد لامتحان الكيمياء واليوم نفتقده إلى الأبد" المربية جورجيت لاذقاني، معلمة الكيمياء للطالب نبيل، تحدّثت بحرقة لراديو الناس عن اللحظات الأخيرة التي جمعتهما في الحصة الدراسية:" كان يحلم كان لديه شغف غير طبيعي بالكيمياء. أمس فقط كان يسألني أسئلة مراجعة استعدادًا لامتحان يوم الاثنين، قال لي: "هذه المرة سأثبت لك أنني قادر على الحصول على علامة أعلى".
1 عرض المعرض
معلمو الطالب نبيل صفية
معلمو الطالب نبيل صفية
المربي اياد الحاج، المرحوم نبيل صفية، والمربية جورجيت لاذقاني
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
وتابعت بصوت اختنق ألمًا:" شاب طموح، أحلامه توقفت لأن رصاصة عبرت الطريق. ماذا أقول لطلابي؟ ماذا أقول لنبيل الذي لن يعود؟ يكفي دم، يكفي قتل، إلى متى؟ ووصفت أجواء المدرسة هذا الصباح:" صباح مليء بالغضب والبكاء. الطلاب قرروا عدم الحضور احتجاجًا. نحن في اجتماعات مع الأخصائيين ورئيس المجلس والمشاعر موجوعة بشكل لا يُصدق".
"نبيل، النبيل فعلًا" أما المربي إياد الحاج، أستاذ اللغة العربية ومركز التربية الاجتماعية، فقال بأسى بالغ:" أصعب كلمة يمكن أن يقولها المعلم: المرحوم تلميذين، نبيل كان مثالًا للأخلاق والابتسامة والتربية الحسنة". وأضاف: "العلاقة الإنسانية بيننا جعلت الفقد مؤلمًا بلا حدود… كيف نواصل تدريس الحياة بعدما خسرنا الحياة بوجوه طلابنا؟".
وأشار إلى عمق الأزمة:" نحن تحت اختبار ثقيل: هل نستطيع أن نحمي أبناءنا؟ هذه مسؤولية كل مسؤول، كل قائد، كل جهة سياسية… إيقاف شلال الدم مهمة حياة أو موت لمجتمعنا قبل أن نفقد المزيد".
رسالة من المدرسة إلى المجتمع المعلمون والعاملون التربويون في مدرسة يني وجّهوا نداءً واضحًا: حماية الطلاب واجب لا يحتمل التأجيل، رفض العنف بكافة أشكاله، مطالبة السلطات بخطة عاجلة لحماية الأجيال، دعم نفسي فوري للطلاب والطاقم التربوي
المدرسة: وداعًا نبيل، حلم الطبيب لم يكتمل الطالب الذي عرفته المدرسة مثابرًا وأنيقًا في سلوكه وطموحه، رحل فجأة وبشكل عبثي وهو في بداية طريقه ليصنع لنفسه مستقبلًا مشرقًا. رحل نبيل صفية، وبقي السؤال موجعًا:إلى متى يستمر النزيف؟ وإلى متى تُدفن الأحلام قبل أن تكبر؟