أفاد تقرير نشرته مساء الأربعاء قناة "الشرق" السعودية، نقلًا عن مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأن مصر تجهز مقترحًا جديدًا يُتوقع تقديمه إلى كل من حماس وإسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة، في محاولة جديدة لكسر الجمود والوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.
وبحسب التقرير، فإن المبادرة الجديدة تُوصف بأنها "متوازنة" وتسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين، عبر صياغة شروط تلبي الحد الأدنى من مطالب الطرفين، مع التركيز على تهدئة طويلة الأمد تتيح فرصة لمعالجة القضايا الإنسانية والسياسية المعقدة المرتبطة بالوضع في غزة.
هدنة لخمس سنوات مقابل ضمانات إقليمية
ونقلت القناة عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن أحد البنود الأساسية في المقترح المصري يتمثل في التزام حماس بوقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، على أن تُقر هذه الهدنة بضمانات إقليمية واضحة من أطراف عربية فاعلة.
ووفقًا للمصدر، فإن هذا البند مشروط بتقديم ضمانات جدية تضمن احترام الطرفين لوقف إطلاق النار، وتفادي انهياره نتيجة لأي تطورات ميدانية أو سياسية، وذلك في ظل انعدام الثقة المتبادل بين الأطراف وتكرار تجارب سابقة انتهت بانفجار الأوضاع مجددًا.
نحو اتفاق شامل لإنهاء الحرب
وتهدف الصيغة المصرية الجديدة، وفق التقرير، إلى دفع الأطراف نحو اتفاق سياسي وأمني شامل لإنهاء العمليات العسكرية الجارية منذ أشهر في القطاع، وذلك بالتوازي مع جهود أخرى تُبذل من قبل أطراف دولية وإقليمية لتحقيق تقدم ملموس في ملف تبادل الأسرى وفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
ويُتوقع، بحسب المصادر، أن تُعرض المبادرة الجديدة خلال اجتماع مرتقب للوسطاء، يتضمن ممثلين عن مصر وقطر والولايات المتحدة، وربما تشهد تعديلات بناءً على ردود الفعل الأولية من الأطراف المعنية.
الهدنة كمدخل لحلول طويلة الأمد
تأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء القتال في غزة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة، وفشل المحاولات السابقة في تثبيت وقف إطلاق نار دائم.
ويرى مراقبون أن طرح هدنة طويلة الأمد مدعومة بضمانات قد يشكّل مخرجًا ممكنًا للأزمة، بشرط أن تُستكمل بخطوات عملية على الأرض، تشمل إعادة إعمار غزة، وتخفيف الحصار، والتقدم في مسار المصالحة الفلسطينية الداخلية.