كشف المبعوثان الأمريكيان إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر – صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – عن كواليس المفاوضات التي قاداها بين إسرائيل وحماس، والتي أفضت قبل أحد عشر يومًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتبادل .
جاءت تصريحاتهما خلال مقابلة خاصة في برنامج "60 دقيقة" على شبكة CBS الأمريكية، حيث تحدثا عن تفاصيل اللقاءات، وأبرز المواقف الإنسانية التي شهدتها المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة.
لقاء إنساني وسط الحرب
روى ويتكوف تفاصيل لقائه بقيادي حماس خليل الحية، الذي فقد ابنه في غارة إسرائيلية على الدوحة، قائلاً: "عبّرت له عن تعازيّ بفقدانه لابنه، وقلت له إنني أيضًا فقدت ابني، نحن في نادٍ سيئ يجمع الآباء الذين دفنوا أبناءهم".
وأضاف كوشنر أن هذا الحوار الإنساني غيّر طبيعة اللقاء: :عندما تحدث ستيف والحية عن أبنائهما، تحوّل المشهد من مفاوضات مع منظمة إرهابية إلى لقاء بين شخصين يظهران ضعفهما الإنساني".
تأكيد على التزام الاتفاق
وقال كوشنر في المقابلة إن المفاوضات مع حماس تمت بضمانة مباشرة من الرئيس ترامب، الذي شدد على أن الولايات المتحدة ستقف خلف الاتفاق ولن تسمح لأي طرف بانتهاكه.
وأوضح ويتكوف أن الرسالة التي نُقلت للطرفين كانت واضحة: "كلا الجانبين سيُعامل بعدل، ولن يُسمح لأي طرف بخرق بنود الصفقة".
"الحرب انتهت"
أكد المبعوثان أن إدارة ترامب أبلغت الحكومة الإسرائيلية أن الحرب في غزة انتهت، وأن المرحلة المقبلة تتطلب مساعدة الفلسطينيين على إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار.
وقال كوشنر: "إذا أرادت إسرائيل أن تندمج في الشرق الأوسط الأوسع، فعليها أن تجد وسيلة لمساعدة الفلسطينيين على النهوض من جديد".
انتقادات للغارة الإسرائيلية في قطر
وفي حديثه عن الغارة الإسرائيلية في الدوحة التي أودت بحياة ابن الحية وعدد من المفاوضين، قال ويتكوف إنه لم يكن على علم مسبق بها، مضيفًا:"استيقظنا في اليوم التالي واكتشفنا أن إسرائيل وراء الهجوم،شعرنا بنوع من الخيانة".
بدوره، أشار كوشنر إلى أن الرئيس ترامب غضب من الخطوة الإسرائيلية، معتبرًا أنها "تصرف متهور يناقض مصالح إسرائيل على المدى الطويل".
وقال ويتكوف إن الغارة ساهمت paradoxically في تعزيز الدور القطري في المفاوضات، بعدما تبيّن أن الدوحة كانت قناة حيوية للتواصل بين الأطراف.
اتصال الاعتذار من نتنياهو
وكشف ويتكوف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اضطر، بعد الغارة، إلى الاتصال برئيس الوزراء القطري والاعتذار رسميًا وهي خطوة قال إنها كانت ضرورية لمواصلة العملية الدبلوماسية.
الاعتذار كان لا بد أن يحدث،الرئيس ترامب قال له: الناس يخطئون، والأقوياء هم من يعتذرون»، قال ويتكوف، بينما علّق كوشنر بابتسامة: «لقد أصبح دبلوماسيًا».