تتصاعد التحذيرات في الأوساط المهنية والأمنية من نشاطات رقمية تُنسب لجهات خارجية، خاصة إيرانية، تسعى إلى تجنيد شبّان من داخل إسرائيل عبر رسائل تصل إلى هواتفهم وتطبيقاتهم المختلفة.
ومنذ تفجّر أحداث 7 أكتوبر قبل أكثر من عامين، أحبطت السلطات الأمنية الإسرائيلية العديد من العمليات الداخلية المرتبطة بإيران، فيما أعلنت تباعا عن عشرات المعتقلين من اليهود، وغالبيتهم تم تقديم لوائح اتهام بحقهم في قضايا تتعلق بالتجسس لصالح إيران. ورغم ذلك، فإن القلق يبدو أكبر مما تم الكشف عنه في وسائل الإعلام، ووصل مؤخرا إلى حد مناشدة العديد من رؤساء السلطات المحلية لمواطنيهم بالحذر من التعامل أو التعاون مع جهات أجنبية.
أبو هيكل: "اختراق العقول" وجرّ الشباب لملفات أمنية خطيرة
غرفة الاخبار مع محمد أبو العز محاميد
08:20
وفي هذا السياق، كشف الخبير في السايبر وأمن المعلومات أمين أبو هيكل، في مقابلة مع راديو الناس، عن تفاصيل هذه الظاهرة، موضحاً أنّ ما يجري ليس حالات معزولة، بل جزء من نشاط منسّق يستهدف شريحة واسعة من الشباب.
تجنيد عبر الإغراء والمهمات البسيطة
أبو هيكل أوضح أنّ "الرسائل التي تصل إلى بعض الشبان تأتي من جهات تعمل على استدراجهم تدريجياً"، كاشفاً أن بعضهم "تعرّض فعلاً للتجنيد بعد التواصل الأولي معهم". وقال: "نحن نتحدث عن رسائل تُرسل بهدف تجنيد الشباب للحصول على معلومات حسّاسة، تتعلق بأماكن تواجدهم أو بمبانٍ قد تُعدّ حسّاسة دون أن يدركوا ذلك."
وأشار إلى أن مراحل التجنيد تبدأ عادة بخطوات تبدو غير ضارة: "يأتون للشاب بطلب بسيط: صوّر لنا مبنى، أو افتح بطاقة SIM وأعطنا الرقم مقابل مبلغ مالي. هذه الأمور تُقدم على أنها مهام عادية، لكنها تتحوّل لاحقاً إلى نشاط أمني خطير."
اختراق العقول قبل الأجهزة
وشدّد أبو هيكل على أنّ الأخطر في هذه العملية هو الجانب النفسي: "الأمر يبدأ باختراق العقول. الضحية يمكن أن تكون أي شخص: كبيراً كان أو صغيراً، متعلماً أو غير متعلم. الإغراءات المادية تُستخدم كمدخل أساسي لاستدراجهم."
ولفت إلى أن هذه الجهات تستهدف خصوصاً الفئات الضعيفة اقتصادياً، مضيفا:"هم يتوجهون لمن يشعرون أنه بحاجة للمال، لا أحد في مأمن من هذا الأسلوب."
آليات التواصل: حسابات مزيفة ومنصّات متعددة
كشف أبو هيكل أنّ التواصل لا يتم فقط عبر واتساب: "قد يتواصلون عبر إنستغرام، تيليغرام، أو حتى من حساب يدّعي أنه فتاة تطلب المساعدة. وبعد بناء الثقة، يبدأون بطلب معلومات أو أرقام شرائح إسرائيلية." وأضاف أن بعض الجهات تستخدم أرقاماً تبدو محلية رغم أنها ليست كذلك.
وأكد الخبير أنّ هناك تحقيقات فعلية قائمة في الجهاز الأمني، مضيفا: "نحن نتحدث عن تحقيق استخباراتي حقيقي، مبني على إثباتات وملفات لشبان تم التواصل معهم بالفعل بهدف تجنيدهم." وأشار إلى أن بعض الشبان وقعوا في فخ هذه الجهات لمجرد الرد على الرسالة. وقال: "الاعتقال ممكن لمجرد الرد على رقم مجهول. الدولة لا تحمي من يبرّر فعلته بالجهل."
وبخصوص دور السلطات المحلية والمؤسسات التربوية، أكد أبو هيكل أنّ رفع الوعي هو الخطوة الأولى قائلا إن "على الناس أن تعرف أن هذا النوع من الاحتيال موجود، وأنه قد يوقع أي شخص في ملف أمني خطير."
كما دعا الأهالي والمدارس إلى مراقبة أي إشارات تحذيرية على الشباب. وقال في هذا السياق: "يمكن اكتشاف علامات مبكرة على انزلاق الشباب نحو هذه الاتصالات، وعلى العائلة والمدرسة التدخل بسرعة."
نصائح من أبو هيكل عبر إثير راديو الناس:
- عدم فتح أي رسالة من مصدر غير معروف.
- عدم إرسال الصور أو مشاركة موقع أو تصوير مبانٍ دون معرفة خلفية الجهة الطالبة.
- عدم تقديم أي خدمة توصيل أو نقل أو معلومات لجهة مجهولة.
- إبلاغ السلطات فوراً عند رصد نشاط مشبوه.



