أشاد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، معتبرًا أن حديثه كان "رصينًا ودقيقًا" في مواجهة ما وصفه بـ"ادعاءات الإبادة". وأضاف هرتسوغ أن على إسرائيل أن تقف موحّدة ومصممة على إعادة المختطفين إلى بيوتهم بشكل عاجل، مع العمل على بناء مستقبل من الأمل والأمن لإسرائيل والمنطقة بأسرها.
كما رحّب وزير الأمن الإسرائيلي كاتس بالخطاب، واصفًا إياه بأنه "واضح وحازم"، ومؤكدًا أنه شدّد على "عدالة حرب إسرائيل ضد محور الشر الإسلامي"، إضافة إلى إبراز رؤية توسيع اتفاقيات أبراهام مع دول عربية أخرى في المنطقة.
انتقادات المعارضة: لابيد يهاجم
في المقابل، وجّه زعيم المعارضة يائير لابيد انتقادات حادة للخطاب، قائلًا إن "العالم رأى اليوم رئيس حكومة إسرائيلي متعبًا ومتذمّرًا، بخطاب مليء بالحيل المستهلكة". واتهم لابيد نتنياهو بأنه لم يطرح أي خطة لإعادة الأسرى، ولم يقدّم رؤية لإنهاء الحرب أو تفسيرًا لسبب استمرار صمود حماس بعد عامين من المواجهة.
غضب عائلات المختطفين
عائلات المخطوفين أبدت استياءً شديدًا من استخدام نتنياهو أسماء أبنائهم في خطابه.
يهودا كوهين، والد الجندي المخطوف نمرود كوهين، قال: "خرجت من القاعة كما فعل ممثلون آخرون، وذهبت مباشرة للتظاهر بالخارج. كل ما قاله نتنياهو مجرد أكاذيب واستعراض بلا معنى".
عيناف تسنجوكر، والدة المختطف متان تسنجوكر، اعتبرت ذكر اسم ابنها بمثابة "لكمة في البطن"، وقالت: "بينما يُعذّب متان في الأسر، يستخدم نتنياهو اسمه في الأمم المتحدة لأهداف سياسية، إنه يقصف ابني ويتلاعب بنا نحن العائلات".
مواقف دولية: ترامب يتحدث عن "صفقة محتملة"
على الصعيد الدولي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين، على هامش الخطاب، إنه يعتقد أن هناك إمكانية للتوصل إلى "صفقة" يمكن أن تنهي الحرب في غزة وتعيد المختطفين إلى بيوتهم. هذا التصريح فتح باب التكهنات حول تحركات سياسية موازية قد تتبلور خلف الكواليس.
أظهر خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة حجم الانقسام الداخلي في إسرائيل: إشادة رسمية من الرئيس ووزير الدفاع، مقابل انتقادات لاذعة من المعارضة وغضب متصاعد من عائلات الأسرى. وعلى الساحة الدولية، تباينت المواقف بين احتجاجات دبلوماسية وتصريحات أمريكية عن أفق لتسوية. هذا التباين يعكس التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل في هذه المرحلة: الموازنة بين الرسائل الموجهة للرأي العام العالمي وبين الضغوط الداخلية المتزايدة لإيجاد حلول عملية لقضية المختطفين ووضع حد للحرب.


