ضحية جريمة القتل شريهان مشلب من بلدة أبو سنان في فيديو نشرته قبل فترة
تصاعدت جرائم قتل النساء في البلاد منذ بداية العام بصورة غير مسبوقة، وسط فشل واضح للمنظومات الرسمية في توفير الحماية لهن، رغم التحذيرات المتكررة. ومن بين هذه الجرائم المروعة، برزت قضية مقتل الشابة شريهان مشلب (35 عامًا)، من بلدة أبو سنان، التي قُتلت رميًا بالرصاص داخل منزلها، رغم لجوئها إلى ملاجئ الحماية وإبلاغها الجهات المختصة عن تعرضها للتهديد.
الشرطة أعلنت أنها اعتقلت 8 مشتبهين، من بينهم أفراد من عائلتها، ومددت توقيف أربعة منهم، فيما تستمر التحقيقات في ظل تضارب الأنباء حول خلفية الجريمة.
إطلاق سراح زوجها السابق
وعلم مراسلنا لاحقًا، أنه تم اطلاق سراح زوجها السابق بدون قيود او شروط، وأكد محامي الدفاع أنه لا يوجد له اي علاقة بالقضية.
مراسلنا ضياء حاج يحيى يكشف تفاصيل جديدة في قضية مقتل شريهان مشلب
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
02:59
"أبلغت عن التهديد وانتهى بها الأمر مقتولة"
وأفاد مراسلنا ضياء حاج يحيى، أن شريهان كانت أمًا لثلاثة أطفال، وسبق أن أبلغت الشرطة والعاملة الاجتماعية بأنها تشعر بالخطر. بحسب صديقاتها، كانت قد دخلت لملجأ وتنقلت بين عدة أماكن حماية على مدار العامين الأخيرين، لكنها عادت إلى منزلها في أبو سنان لحضور مناسبة عائلية، وهناك قُتلت بعد أيام.
ووفق شبهات الشرطة، على ما يبدو وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الخلفية مرتبطة بتغيير نمط حياتها واعتناقها الإسلام، وهذا ما أفادت به صديقاتها في الملجأ أيضًا. الشرطة كانت على دراية بذلك، وقد مضى على هذا التغيير قرابة عامين.
وأكدت الشرطة لراديو الناس أنها رافقت الضحية ووفرت لها ملجأ، لكنها ترفض التطرق إلى تفاصيل إضافية بدعوى "سرية التحقيق"، موضحة أن الفيديو الذي نشر للضحية بعد مقتلها، والذي توثق فيه شعورها بالخطر، "لم يصل إلى الشرطة"، وفق بيانها.
نائلة عواد: المنظومة فشلت بحماية النساء
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
08:21
نائلة عوّاد: "المنظومة فشلت ومطلوب تحقيق ومحاسبة"
من جهتها، قالت نائلة عواد، مديرة جمعية "نساء ضد العنف"، لراديو الناس:"شريهان ليست حالة فردية. هي نموذج لعشرات النساء اللواتي توجهن للملاجئ، للشرطة، وللجهات الاجتماعية، ولم يتلقين الحماية. هناك فشل منهجي يتكرر، رغم كل المؤشرات والإنذارات".
وأضافت:"أين لجنة التحقيق الحكومية التي وعدت بفحص كل جريمة قتل بحق النساء؟ لم نرَ أي تقرير منذ أكثر من عشر سنوات. حتى اليوم، المجتمع المدني هو من يُجري الأبحاث ويطالب بالمحاسبة".
وشددت عواد على أهمية دعم النساء المعنفات وعدم الاكتفاء بالشعارات:"على كل من يعمل في مؤسسات الدولة أن يتحمّل مسؤوليته. نحن نتحدث عن قضايا حياة أو موت. لا يكفي إلقاء اللوم على النساء. هناك مسؤولية مهنية وقانونية على كل من فشل في حماية شريهان وغيرها".
تعقيب الشرطة
في بيان رسمي، قالت الشرطة الإسرائيلية:"نظرًا لخصوصية التحقيق وصونًا لكرامة المتوفاة، لن نخوض في التفاصيل. نؤكد أن الضحية كانت تحت متابعة حثيثة من قبل المحطة، بما في ذلك إيواؤها في ملاجئ حماية. الفيديو الذي نُشر لم يصل إلى الشرطة. تم اعتقال 8 مشتبهين بضلوعهم في الجريمة، ومددت المحكمة اعتقال أربعة منهم. التحقيق لا يزال مستمرًا بهدف الوصول إلى الحقيقة وتقديم المتورطين للعدالة".
في وقت تتصاعد فيه المطالب المجتمعية بإجراء مراجعة شاملة للمنظومة الرسمية، لا تزال عائلات الضحايا والناشطات النسويات بانتظار العدالة، وسط مخاوف من أن تتحول جريمة شريهان مشلب إلى رقم جديد في سجل طويل من الجرائم التي لم تُكشف خباياها بعد.