العنصرية في زمن الطوارئ: طواقم عربية تُمنع من الاحتماء في الملاجئ

الحادثة في حيفا لم تكن الوحيدة. فقد تم منع مواطن من دالية الكرمل من دخول ملجأ في رمات غان، كما ذكرت ممرضة أخرى تعمل في منطقة الكريوت أنها واجهت موقفًا مشابهًا خلال إحدى جولات القصف الأخيرة، ما يشير إلى ظاهرة آخذة بالاتساع 

1 عرض المعرض
الصورة للتوضيح فقط – الأشخاص الظاهرون لا صلة لهم بمضمون الخبر
الصورة للتوضيح فقط – الأشخاص الظاهرون لا صلة لهم بمضمون الخبر
الصورة للتوضيح فقط – الأشخاص الظاهرون لا صلة لهم بمضمون الخبر
(Flash90)
تتّسع رقعة الشهادات حول التعامل العنصري والفظّ مع مواطنين عرب في المدن المختلطة واليهودية، مع ورود وقائع جديدة توثق منعهم من دخول الملاجئ خلال إطلاق صفارات الإنذار، في ظل التصعيد العسكري الجاري. آخر هذه الشهادات وردت من مدينة حيفا، حيث تم منع ممرّضة عربية تعمل في دار للمسنين من الدخول إلى الملجأ برفقة طاقمها الطبي، رغم ارتدائهم الزيّ المهني والتزامهم بإجراءات الأمان.
العنصرية في زمن الطوارئ: طواقم عربية تُمنع من الاحتماء في الملاجئ
المنتصف مع فرات نصار
06:06
"قالت لنا بوضوح: لا تدخلوا" وفي حديث خاص لراديو الناس، قالت الممرضة من الشمال:"خلال العمل تلقّينا إنذارًا للتوجه إلى الملجأ، فتحركنا كطاقم من 15 شخصًا، لكن عند وصولنا، منعتنا إحدى السيدات من الدخول وقالت لنا بوضوح: لا تدخلوا. حاولنا إقناعها، وبعد جدال حاد دخلنا بالقوة، لأنه المكان الآمن الوحيد." وأضافت: "كنا نرتدي زي العمل الرسمي، وكان واضحًا أننا طاقم طبي، لكنها أصرت على الرفض، رغم وجود كبار في السن داخل الملجأ. من المؤلم أن يحدث هذا ونحن نخدم الجميع بلا تمييز."
حوادث مشابهة في رمات غان والكريوت الحادثة في حيفا لم تكن الوحيدة. فقد تم منع مواطن من دالية الكرمل من دخول ملجأ في رمات غان، كما ذكرت ممرضة أخرى تعمل في منطقة الكريوت أنها واجهت موقفًا مشابهًا خلال إحدى جولات القصف الأخيرة، ما يشير إلى ظاهرة آخذة بالاتساع.
"العنصرية لم تكن ظاهرة بهذا الشكل من قبل" وعن سؤال حول ما إذا كان هذا النوع من التعامل جديدًا، أجابت الممرضة:"في الحروب السابقة لم يكن الأمر بهذه الحدة. كأن الأمور كانت مخفية، لكن الآن أصبحت علنية وأكثر وقاحة. هناك شعور بالغربة، كأن وجودنا غير مرحّب به، حتى في لحظة خطر على الحياة." ورغم قساوة الموقف، أكدت الممرضة أنها وزملاءها مستمرون في عملهم، وقالت: "نحب مهنتنا، وسنواصل تقديم الرعاية، لكن ما حدث لن ننساه."
دعوات للتحقيق وتحمل المسؤولية في ضوء هذه الشهادات المتكررة، يتزايد الضغط على السلطات المحلية والجهات الأمنية للتحقيق في هذه الحالات، ومحاسبة المسؤولين عن منع مواطنين من حقهم الأساسي في الأمان. راديو الناس سيواصل متابعة هذه الحالات، وسيحاول التواصل مع الجهات الرسمية، ومن بينها بلدية حيفا، لفهم ما إذا كانت هناك توجيهات محددة أو تقصير في التعامل مع هذه الوقائع التي تمسّ أسس الكرامة الإنسانية والمساواة.
First published: 13:33, 20.06.25