أُصيبت امرأةٌ حامل وطفلاها، مساء أمس، إثر اعتداء وُصف بالعنصري نفذته مجموعة من المستوطنين في حي العجمي بمدينة يافا، بعدما أقدموا على رشّ رذاذ الفلفل داخل مركبة العائلة، وفق مصادر محلية وشهادات من المكان. وأثار الاعتداء موجة غضب واسعة في المدينة، تُرجمت بخروج مئات الأهالي في مظاهرة عفوية، فيما اعتقلت الشرطة صباح اليوم نائب رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة، الشيخ عصام سطل، بشبهة إطلاق شعارات خلال التظاهرة.
حنان تروي الرعب: رشّوا الفلفل وأغلقوا الطريق علينا
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
15:46
تفاصيل الاعتداء
وفي حديث خاص، روت حنان أبو شحادة خيمل، السيدة التي تعرضت للاعتداء، تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشتها، قائلة إنها كانت في طريقها لمغادرة منزل عائلتها في الحي الذي نشأت فيه منذ أكثر من 30 عامًا، برفقة زوجها وأطفالها، عندما اعترض طريقهم ثلاثة مستوطنين. وأضافت أن المعتدين طرقوا على السيارة، وبدأوا بتوجيه شتائم عنصرية، وضرب المركبة، فيما قام أحدهم بالبصق على طفلتها، قبل أن يرشّوا رذاذ الفلفل داخل السيارة.
وأوضحت خيمل أنها كانت حاملًا في شهرها التاسع، ومعها طفلان يبلغان من العمر نحو 5 و7 سنوات، ما تسبب بحالة اختناق شديدة لهم جميعًا. وقالت: "لم نتمكن من التنفس، الأطفال كانوا يصرخون من الخوف، وكانت لحظات مرعبة، شعرت أن الأمر قد يتطور إلى ما هو أخطر".
أهالي يافا ينتفضون: رشّ سائقة عربية بغاز الفلفل
محاولات استغاثة وتأخر وصول الشرطة
وأشارت خيمل إلى أنها أطلقت منبه السيارة في محاولة لاستدعاء الجيران، الذين خرجوا إلى الشرفات واتصلوا بالشرطة. وأضافت أن المعتدين فرّوا من المكان بعد تنفيذ الاعتداء، فيما وصلت الشرطة لاحقًا، وتم نقل العائلة إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأكدت أن الفحوصات الطبية أظهرت أن الجنين بخير، لكنها لا تزال تعاني من آثار نفسية وجسدية جراء الحادث.
توثيق ومطالب بالمحاسبة
وبيّنت خيمل أن جيرانًا قاموا بتسليم تسجيلات كاميرات المراقبة للشرطة، مؤكدة أنها لن تتوقف عن متابعة القضية. وقالت: “لن أسكت. ما حدث لي قد يحدث لغيري. أطفالي يعيشون حالة خوف شديدة، وهذا غير مقبول”.
غضب شعبي واعتقال
وعقب الاعتداء، خرجت مظاهرة عفوية في يافا، عبّر خلالها المشاركون عن رفضهم للاعتداءات المتكررة، مطالبين بتوفير الحماية للسكان العرب ومحاسبة المعتدين. إلا أن الشرطة أعلنت أن التظاهرة غير قانونية، واعتقلت صباح اليوم الشيخ عصام سطل، أحد منظمي الاحتجاج، بشبهة الإخلال بالنظام العام وإطلاق شعارات.
حالة احتقان ومخاوف متزايدة
ولا تزال مدينة يافا تعيش حالة من الاحتقان والقلق، في ظل تصاعد الاعتداءات ذات الطابع العنصري، وسط مطالبات من الأهالي والقيادات المحلية بفتح تحقيق جدي، وضمان أمن السكان، ووضع حد لما يصفونه بحالة الانفلات والعنف المتكرر في المدينة.




