تدرس الإدارة الأميركية وقف شحنات المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا بعد المواجهة غير المسبوقة التي دارت مساء أمس (الجمعة) بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، وفقًا لما أفادت به شبكة ABC الأمريكية.
وأشارت الشبكة نقلا عن مسؤول رسمي في الإدارة الأمريكية، إلى وجود احتمال كبير باتخاذ هذا القرار، لكنه أكد أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.
وأوضح المسؤول أن هذه ليست المرة الأولى التي تفكر فيها الإدارة الجديدة باتخاذ مثل هذه الخطوة.
تحالف جديد مع روسيا
وفي بداية الاجتماع الذي عُقد أمس في البيت الأبيض، وقبل تصاعد المواجهة خلال الدقائق العشر الأخيرة منه، أكد ترامب للصحفيين أنه يعتزم الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى حد ما، معربًا عن أمله في ألا يستمر ذلك لفترة طويلة.
يأتي ذلك في ظل محاولات ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تقديرات باستعداده للتخلي عن كييف وحلفائها الأوروبيين مقابل تحالف جديد محتمل مع روسيا.
أزمة ثقة
واندلع الخلاف خلال الاجتماع أمس، عندما أصرّ زيلينسكي أنه لا يمكن الوثوق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مذكرًا بالاتفاقيات السابقة لوقف إطلاق النار التي انتهكها خلال العقد الماضي.
وأدى ذلك إلى جدال بينه وبين نائب الرئيس، جي دي فانس، الذي اتهم زيلينسكي بعدم احترام الولايات المتحدة من خلال مناقشة الخلافات علنًا أمام الكاميرات.
إلا أن ترامب أصرّ على ضرورة إجراء النقاش أمام العالم كله، مهاجمًا زيلينسكي بقوله "أنت تراهن على حرب عالمية ثالثة".
وأكد ترامب خلال اللقاء المشحون أن أوكرانيا لا تملك أوراق تفاوض قوية في محادثاتها مع روسيا لإنهاء الحرب، مضيفًا أنها "ليست في موقف جيد جدًا".
كما ألمح إلى أنه لن يواصل تقديم المساعدات العسكرية إذا لم تمتثل أوكرانيا لمطالبه، قائلاً "إما أن تعقدوا صفقة، أو سننسحب. وإذا انسحبنا، ستواصلون القتال. لا أعتقد أن الأمر سيكون جميلًا، لكنكم ستقاتلون".
لا صفقة معادن
وبعد انهيار الاجتماع، طُلب من زيلينسكي ووفده مغادرة البيت الأبيض من دون التوقيع على صفقة المعادن، التي كانت السبب الأساسي لزيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن.
ويرى ترامب أن هذه الصفقة، التي تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن النادرة في أوكرانيا لاستخدامها في الصناعات الدفاعية والفضائية والنووية، وسيلة لتعويض المساعدات الاقتصادية والعسكرية الضخمة التي قدمتها واشنطن لكييف خلال رئاسة جو بايدن.
كما يعتبر ترامب هذه الصفقة بأنها خطوة نحو إنهاء الحرب، لكنه يرفض تلبية مطلب زيلينسكي الأساسي، وهو تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لمنع روسيا من استغلال أي وقف لإطلاق النار وإعادة التسلح والتخطيط لغزو جديد.
وعند سؤاله عن ذلك، أصرّ ترامب على أن بوتين سيلتزم بوعوده "طالما أنا الرئيس"، مشيرًا إلى أن روسيا انتهكت الاتفاقيات السابقة لأن "بايدن وأوباما لم يحظيا باحترامها"، في حين يعتقد هو بأن بوتين يحترمه.
ا