صلح في دير حنا
في مشهد مؤثر يسوده التآخي والتسامح، شهدت بلدة دير حنا عصر اليوم الثلاثاء، مراسم رفع راية الصلح بين عائلتي حسين وشحادة، وذلك في المركز الجماهيري قرب الملعب البلدي، بحضور جماهيري واسع من أهالي البلدة، ووجهاء من مختلف البلدات العربية في الداخل، بالإضافة إلى لجنة الصلح القطرية ومجلس التحكيم العالي.
وتأتي هذه المصالحة بعد جولة ثانية من جهود الوساطة التي بذلتها لجنة الصلح، عقب فشل الصلحة الأولى التي أُعلن عنها قبل عدة أشهر، لكنها لم تصمد، وتجددت بعدها الخلافات ووقعت أحداث عنف مؤسفة أسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين.
وقال منظمو الصلح إن هذا الاتفاق الجديد جاء بعد مفاوضات معقدة وطويلة، وإصرار من أطراف عديدة على إنهاء النزاع الدامي بين العائلتين، وفتح صفحة جديدة أساسها الاحترام المتبادل والتسامح، حفاظًا على وحدة النسيج المجتمعي في البلدة والمنطقة عامة.
ورُفعت راية الصلح بحضور ممثلين عن العائلتين، وسط دعوات من الحضور بضرورة طي صفحة الماضي ووقف كل مظاهر العنف والثأر. وأكدت لجنة الصلح في بيانها أن "ما جرى هو انتصار للعقل والحكمة، وخطوة شجاعة نحو مستقبل آمن لأبناء العائلتين والبلدة ككل".
وفي كلمتهم خلال المراسم، أعرب وجهاء البلدة ومشايخ من لجنة الإصلاح عن أملهم أن تشكل هذه الصلحة نموذجًا يحتذى به في باقي البلدات العربية التي تعاني من دوامة العنف، مؤكدين أن المصالحات الأهلية هي حجر الأساس في إعادة الأمن والاستقرار.
يُذكر أن بلدة دير حنا شهدت في الأشهر الأخيرة حالة من التوتر والقلق بسبب تجدد النزاع بين العائلتين، ما استدعى تحركًا عاجلًا من لجنة الصلح ووجهاء المجتمع للجم التصعيد والوصول إلى حل دائم.
رسالة المشاركين في المراسم كانت واضحة: لا للثأر، نعم للتسامح، فدماء أبنائنا أغلى من كل نزاع، ومستقبلنا الجماعي لا يحتمل مزيدًا من الانقسام والعنف.