يعرف الكثيرون أن نوعية الطعام تؤثر في وزن الجسم، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن طريقة تناول الطعام لا تقل أهمية عن مكوناته، وقد تكون مفتاحاً للحد من الإفراط في الأكل.
وبحسب موقع «هيلث» المتخصص في شؤون الصحة والتغذية، كشفت دراسة نُشرت في دورية Nutrients ، أن تبنّي ثلاث عادات بسيطة أثناء تناول الطعام يمكن أن يساعد على إطالة مدة الوجبة وتقليل كميات الطعام المستهلكة. هذه العادات هي: تناول لقيمات صغيرة، مضغ الطعام لفترة أطول، والاستماع إلى موسيقى هادئة أثناء الأكل.
وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى أن إطالة وقت تناول الطعام يمكن أن تؤدي إلى تقليل السعرات الحرارية المُستهلكة، وهو أمر مفيد بشكل خاص لمن يعانون السمنة. أما هذه الدراسة، فتقدّم خطوات عملية وملموسة لتحقيق ذلك.
ويوضح الدكتور كاتسومي إيزوكا، أستاذ التغذية السريرية في جامعة فوجيتا باليابان، ومؤلف الدراسة، أن هذه النتائج "تقدم أساساً علمياً لنصائح لطالما قُدمت بشكل عام مثل: تناول الطعام ببطء".
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة 33 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عاماً، لا يعانون من مشاكل صحية أو سمنة. طُلب منهم تناول أربع شرائح صغيرة من البيتزا في ظروف مختلفة، بعضها مع تشغيل موسيقى وأخرى من دون. تم تحليل عدد القضمات، ومرات المضغ، والمدة الزمنية لإنهاء الطعام.
وأظهرت النتائج اختلافات ملحوظة بين الجنسين؛ إذ احتاجت النساء لمضغ الشريحة الواحدة 4.5 قضمات في المتوسط، مقارنة بـ2.1 قضمات فقط لدى الرجال. كما مضغت النساء الطعام أكثر (107 مرات مقابل 80 للرجال) واستغرقت وجبتهن وقتاً أطول (87 ثانية مقارنة بـ63 ثانية للرجال).
وأثبتت النتائج أن تناول لقيمات صغيرة والمضغ ببطء يُطيل مدة الوجبة، في حين يؤدي التهام الطعام بسرعة وبقضمات كبيرة إلى تقصير وقت الأكل. كما لوحظ أن الموسيقى البطيئة ساعدت المشاركين على تناول الطعام ببطء أكبر.
التأثير على الوزن والشهية
تُظهر الدراسة أن التغييرات البسيطة في طريقة تناول الطعام قد يكون لها أثر مباشر على التحكم بالشهية. إذ يمنح تناول الطعام ببطء الجسم وقتاً كافياً لإفراز هرمونات الشبع، ما يقلل من احتمالات تناول كميات زائدة من الطعام.
وأشارت الدراسة إلى أن من يأكل بسرعة لا يمنح جسمه الفرصة الكافية للشعور بالشبع، ما قد يدفعه إلى تناول كميات أكبر من الطعام دون وعي.
وخلص الباحثون إلى أن تشغيل موسيقى هادئة أثناء الأكل يمكن أن يكون محفّزاً طبيعياً يساعد على تناول لقيمات أصغر والمضغ بشكل أفضل، مما يساهم في تقليل السعرات الحرارية.