أعلنت وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، عن توسيع الاستعدادات الوطنية لمواجهة ارتفاع إصابات الإنفلونزا، وشراء نحو 485 ألف جرعة لقاح إضافية، في ظل تسجيل منحنى إصابات متصاعد وبداية مبكرة لموسم المرض هذا العام.
وبحسب الوزارة، بدأت صباح اليوم عملية توزيع آلاف الجرعات على صناديق المرضى والمؤسسات الصحية، بالتوازي مع توصية رسمية للفئات المعرضة للخطر بالإسراع في تلقّي اللقاح. وشدّدت الوزارة على أن الإصابات بالإنفلونزا آخذة بالارتفاع، داعية عموم السكان إلى التطعيم في أقرب وقت ممكن.
وأوضحت وزارة الصحة أن لقاح الإنفلونزا، رغم أنه لا يمنع العدوى بشكل مطلق، يقلّل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة الشديدة والمضاعفات، خصوصًا لدى كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة، والحوامل، والأطفال.
مبدأ الوقاية الاستباقية
واستنادًا إلى «مبدأ الوقاية الاستباقية»، أوصت الوزارة كذلك الفئات المعرّضة للخطر بالنظر في ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة وأثناء التجمعات، كإجراء إضافي للحد من انتقال العدوى.
وفي مؤشر مقلق على شدة الموسم الحالي، كشفت وزارة الصحة أنه في مطلع الشهر الجاري توفّي طفلان في نحو السادسة من العمر نتيجة مضاعفات الإنفلونزا. وأضافت في بيانها أن موسم الإنفلونزا لهذا العام بدأ مبكرًا، وأن وتيرة الإصابة في تصاعد حاد، مشيرةً إلى أن متابعة المعطيات عالميًا ترجّح أن يكون الموسم أكثر قسوة من المعتاد.
وختمت الوزارة بدعوة الجمهور إلى الالتزام بالتطعيم والإرشادات الوقائية، مؤكدة أن الوقاية المبكرة تبقى الأداة الأنجع لتقليل العبء الصحي وحماية الفئات الأضعف.
الإنفلونزا... مرض فيروسيّ معدٍ
وتُعدّ الإنفلونزا مرضًا فيروسيًا تنفسيًا مُعديًا ينتقل أساسًا عبر الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطاس، أو من خلال الملامسة المباشرة للأسطح الملوّثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتتمثّل أعراضها الشائعة في ارتفاع الحرارة، السعال، التهاب الحلق، آلام العضلات والمفاصل، الصداع، الإرهاق الشديد، وقد تتطور في بعض الحالات إلى التهاب رئوي أو مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى كبار السن، الأطفال، الحوامل، ومرضى الأمراض المزمنة وضعف المناعة.
وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يُعدّ التطعيم السنوي الوسيلة الأنجع للوقاية من المضاعفات الخطيرة، إلى جانب الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام، تهوية الأماكن المغلقة، وتجنّب المخالطة عند ظهور الأعراض. وتؤكد الجهات الصحية أن الاستجابة المبكرة ورفع مستوى الوعي عاملان حاسمـان في الحدّ من انتشار المرض وتقليل آثاره على المنظومة الصحية.