مع دخول فصل الشتاء وازدياد موجات البرد، تشهد البلاد ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالإنفلونزا، وسط تحذيرات من موسم شتوي قاسٍ قد يفرض ضغطًا متزايدًا على المنظومة الصحية. وفي ظل هذه المعطيات، تواصل وزارة الصحة اتخاذ خطوات وقائية للحد من انتشار المرض وتقليل مضاعفاته، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأعلنت وزارة الصحة تسجيل ارتفاع ملموس في نسبة المتطعمين ضد الإنفلونزا، مشيرة إلى أن نحو 15.7% من السكان، أي أكثر من 1.5 مليون شخص، تلقوا اللقاح حتى الآن، ما يعني أن قرابة واحد من كل ستة مواطنين بات محصنًا ضد المرض. وأوضحت الوزارة أن نسبة التطعيم ارتفعت بأكثر من 2% خلال أقل من عشرة أيام، وبأكثر من 4% منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، حين لم تتجاوز نسبة المتطعمين 11%.
وبحسب المعطيات الرسمية، فقد تلقى 50.1% من المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق لقاح الإنفلونزا، مقارنة بنسبة 55% في موسم شتاء 2023–2022. ورغم هذا التحسن، شددت الجهات الصحية على أن هناك مجالًا واسعًا لرفع نسبة التطعيم، خاصة في صفوف الفئات المعرضة لمضاعفات خطيرة.
توصية بارتداء الكمامات واستعدادات لموسم صعب
وفي ظل المخاوف من موسم إنفلونزا شديد، والذي بدأ بالفعل، أوصت وزارة الصحة الفئات المعرّضة للخطر بدراسة ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة وأثناء التجمعات، كما أوصت بارتداء الكمامات من قبل الطواقم الطبية والزوار في دور رعاية المسنين والمؤسسات العلاجية-geriatric.
وتأتي هذه الخطوة ضمن نهج الوقاية الاستباقية، وتكملةً لتعليمات الوزارة التي صدرت في تعميم الشتاء خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي دعت إلى تعزيز الطواقم الطبية بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات وتوفير استجابة أفضل لأمراض الشتاء.
دعوة عاجلة للتطعيم
وفي إطار الاستعدادات الشاملة، عقدت وزارة الصحة الأسبوع الماضي جلسة موسعة لفريق معالجة الأوبئة (צט"מ)، حيث انضم خبراء الفريق إلى دعوة الوزارة للتطعيم السريع ضد الإنفلونزا، وهي دعوة يشارك فيها أيضًا أطباء وخبراء صناديق المرضى.
وأكدت الوزارة أن التوصية تشمل تطعيم جميع السكان من عمر ستة أشهر فما فوق، مع التشديد على كبار السن (65 عامًا فأكثر) والمرضى المزمنين. ورغم أن لقاح الإنفلونزا لا يمنع الإصابة بشكل كامل، إلا أنه يخفف من حدة المرض ومضاعفاته، كما أن تطعيم الأطفال قد يوفر حماية غير مباشرة للبالغين المحيطين بهم.
معطيات مقلقة من المستشفيات
وبحسب بيانات المركز الوطني لمكافحة الأمراض، فقد أُبلغ حتى الأسبوع الـ49 عن 513 حالة استشفاء جديدة مؤكدة بفيروس الإنفلونزا من النوع A، إضافة إلى حالة واحدة من النوع B، وذلك في المستشفيات العامة وفق تقارير 14 مستشفى. وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، سُجلت أربع وفيات لأطفال نتيجة الإنفلونزا، ثلاثة منهم غير مطعّمين، وطفل واحد كان يعاني من أمراض مزمنة خطيرة.
وعلى الصعيد العالمي، تشير المعطيات إلى تسجيل مستويات إصابة أعلى من المعدل السنوي المعتاد، سواء في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية أو حاليًا في النصف الشمالي، وبوتيرة مبكرة عن المعتاد، وذلك على خلفية انتشار سلالة فرعية جديدة من إنفلونزا A من نوع A(H3N2) – السلالة K. وفي إسرائيل أيضًا، بدأ موسم الإنفلونزا مبكرًا، مع التأكيد على أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على ارتفاع استثنائي في حالات المرض الخطيرة أو نسب الاستشفاء بين الأطفال مقارنة بإجمالي الإصابات.