ما الصواريخ التي لم تستخدمها إيران بعد؟ المراحل القادمة للحرب بانتظار التدخل الأميركي

رغم إطلاق نحو 300 صاروخ باليستي خلال أول 48 ساعة من الحرب، تؤكد تقديرات عسكرية أن إيران لم تستخدم بعد أقوى ما في ترسانتها، مثل الصواريخ الثقيلة وصواريخ كروز بعيدة المدى

1 عرض المعرض
الأضرار جرّاء هجمات صاروخية إيرانية على وسط إسرائيل
الأضرار جرّاء هجمات صاروخية إيرانية على وسط إسرائيل
الأضرار جرّاء هجمات صاروخية إيرانية على وسط إسرائيل
(Flash90)
بينما تتصاعد العمليات العسكرية، تعوّل إسرائيل على تدخل أمريكي حاسم باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، التي لا يمتلكها الجيش الإسرائيلي، من اجل ضمان تدمير كامل لمرافق البرنامج النووي الإيراني، خاصة تلك المدفونة تحت الأرض مثل منشأة "فوردو". ومع غياب هذا الدعم حتى الآن، يستعد سلاح الجو الإسرائيلي لخوض معركة استنزاف معقدة تعتمد على "تجريد طبقات الحماية" حول المنشآت النووية، في مواجهة دولة بحجم إيران، التي تُقدّر بأنها تحتوي على ما بين 5,000 و10,000 هدف عسكري ذي صلة، علمًا أن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك يقول إن حتى لو انضمت الولايات المتحدة للحرب، ليس من الممكن الاجهاز على المشروع النووي الإيراني، لكونه موجودًا في عمق الأرض. ويُعد أبرز إنجاز استراتيجي إسرائيلي تحقق حتى الآن هو اختراق الأجواء الإيرانية بشكل مستمر لأول مرة، حيث باتت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلّق فوق طهران بحرية شبه تامة، بعد عمليات دقيقة أضعفت منظومة الدفاع الجوي الإيرانية. كما تم استهداف مواقع في نطنز وأصفهان، وسط تقديرات إسرائيلية أن الضرر بالغ، وإن لم يكن كافيًا بعد.
تعويل على واشنطن أو الاكتفاء بـ"الضربة المركبة" وفق مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية، فإن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل يستلزم استخدام قاذفات B-2 وB-52 الأمريكية وقنابل خارقة للتحصينات بوزن أطنان. وفي حال عدم منح الولايات المتحدة "الرجل الأخيرة"، فإن إسرائيل تأمل أن تكون الضربات المركبة – التي دمّرت مراكز القيادة، وقلّصت قدرات الدفاع الجوي، وأضعفت البنية التحتية للصواريخ – كافية لتأجيل المشروع النووي الإيراني لسنوات أو لدفع طهران نحو اتفاق أفضل.
إيران لم تستخدم بعد أخطر ترسانتها رغم إطلاق نحو 300 صاروخ باليستي خلال أول 48 ساعة من الحرب، تؤكد تقديرات عسكرية أن إيران لم تستخدم بعد أقوى ما في ترسانتها، مثل الصواريخ الثقيلة وصواريخ كروز بعيدة المدى، ما قد يشير إلى نيتها استخدامها لاحقًا أو كجزء من "ضربة ختامية". مع ذلك، يرى الخبراء أن قدرة إسرائيل على اعتراض هذه التهديدات عالية، بفضل منظومة "حيتس 2 و3" و"القبة الحديدية"، إلى جانب دعم أمريكي متوقع بمنظومات "THAAD" وقطع بحرية مسلحة.
سلاح الجو الإسرائيلي يراهن على الزمن والدقة بحسب تحليل خبراء عسكريين، فإن إسرائيل تنفّذ خطة محكمة ترتكز على توجيه ضربات متعددة وعميقة، تستهدف منظومات القيادة والسيطرة، منصات الصواريخ، والمواقع النووية المعزّزة. وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية المتقدمة، والقدرة على التحليق المباشر فوق الأهداف، تمنح الجيش أفضلية تكتيكية.
تحول نوعي في التعامل مع المسيّرات في السياق ذاته، سجّلت إسرائيل تحسنًا كبيرًا في التصدي للطائرات الإيرانية بدون طيار، بفضل تحديث قدرات الرصد والتعقب الجوية. وبعد إطلاق نحو 100 مسيّرة في بداية المعركة، لجأت إيران لتكتيك "التنقيط" بدلاً من "الأسراب"، في محاولة للحد من الخسائر.
خلاصة المشهد تأمل إسرائيل بحسم سريع، لكن من دون دعم أميركي مباشر، قد تطول الحرب، لا سيما إذا لم يتخذ ترامب موقفًا عمليًا حاسمًا لوقفها، كما أعلن اليوم للمرة الثانية. من المؤكد أن إيران تمتلك قدرة على التحكم بوتيرة الحرب واستمراريتها، إذا كانت تملك فعليًا ما يكفي من الصواريخ كمًا ونوعًا.