فاز فيلم "صوت هند رجب" بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي، أحد أعرق المهرجانات العالمية، ليحصد إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء. ويُعد هذا الإنجاز محطة فارقة في مسيرة الفيلم وصنّاعه، إذ يكرّس حضوره على الساحة السينمائية الدولية، ويؤكد قدرة السينما العربية على المنافسة في كبرى المحافل الفنية.
وكان قد شهد مهرجان البندقية السينمائي عرض فيلم "صوت هند رجب" الذي حقق تفاعلًا كبيرًا من قبل الجماهير، حيث تم التداول 24 دقيقة من التصفيق الحار وصدحت هتافات دعم للقضية الفلسطينية. الفيلم، من إخراج المخرجة التونسية كوثر بن هنية، وتمثيل كل من كلارا خوري وعامر حليحل وسجى الكيلاني ومعتز ملحيس، أصبح الحدث الأبرز في المهرجان.
4 عرض المعرض


"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
في كانون الثاني عام 2024، تعرضت عائلة هند رجب للنزوح من تل الهوى بعد تحذيرات الجيش الإسرائيلي، حيث قُتل أفراد عائلتها جميعًا بينما تمكنت هي من البقاء على قيد الحياة لمدة ساعات. طوال تلك الفترة، تحدثت مع طاقم الهلال الأحمر الذين حاولوا حمايتها وإنقاذها من إطلاق النار. بعد 12 يومًا، وُجدت هند رجب ميتة مع اثنين من أفراد الطاقم الذي حاول إنقاذها. قصتها، التي هزت العالم، تحولت إلى فيلم سينمائي أخرجته كوثر بن هنية، وبالفعل افتتح الفيلم في مهرجان البندقية وتحول إلى نجم المهرجان العالمي.
4 عرض المعرض


"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
حصل العرض على تصفيق مستمر لمدة 24 دقيقة، وكان أحد الأطول في تاريخ المهرجانات السينمائية، وسط هتافات تطالب بـ"تحرير فلسطين". أثناء العرض، رفع الممثل معتز ملحيس علم فلسطين في القاعة، حيث ذرف بعض الحضور الدموع أثناء الفيلم وحتى بعد انتهائه.
تم تصوير الفيلم وإنتاجه في تونس، ويشارك في أدوار البطولة الفنان عامر حليحل وسجى كيلاني وكلارا خوري ومعتز ملحيس. وقد انضم إلى العمل عدد من نجوم هوليوود كمنتجين تنفيذيين، ومن بينهم براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا، ألفونسو كوارون وجوناثان غليزر. شهد المهرجان حضور فينيكس ومارا في المؤتمر الصحفي الأول للفيلم، حيث مشيا على السجادة الحمراء إلى جانب طاقم العمل.
أعلنت تونس أن الفيلم سيكون مرشحًا للأوسكار عن فئة الفيلم الأجنبي الأفضل في الدورة القادمة. أكدت المخرجة كوثر بن هنية وطاقم العمل في المؤتمر الصحفي أن الفيلم يروي الحقيقة دون أي خيال، بل يحمل رسالة إنسانية قوية عن المعاناة الفلسطينية وحق الأطفال في الحياة والكرامة. قالت الممثلة سجى كيلاني: "هذا الفيلم ليس مجرد قصة، بل هو صوت هند الذي يحمل ثقلاً على كاهل شعب بأكمله. هو صوت كل طفل فقد حقه في الحياة أمام أعيننا."
يُذكر أن كوثر بن هنية تُعد من أبرز المخرجات التونسيات على المستوى الدولي، وقد رشح فيلمها السابق "الرجل الذي باع جلده" لنيل جائزة الأوسكار في الأعوام الماضية. أما فيلم "صوت هند رجب" فقد تم إنتاجه من قبل ناديم شيخروحة ضمن شركتي Mime Films وTanit Films، بمشاركة منتجين من نيويورك ولندن.
مهرجان البندقية: القفزة نحو الاوسكار
يُعتبر مهرجان البندقية السينمائي الأقدم في العالم منذ تأسيسه عام 1932، وقد اكتسب مكانة خاصة كمنصة دولية بارزة لعرض أبرز الإنتاجات السينمائية من مختلف أنحاء العالم، سواء من هوليوود أو من السينما الأوروبية والآسيوية والعربية. الكثير من الأفلام التي تُعرض فيه تتحول لاحقًا إلى مرشحة قوية لجوائز الأوسكار، ما يعزز دوره في صناعة السينما العالمية. يجمع المهرجان بين القيمة الفنية العالية والبريق الإعلامي من خلال حضور كبار النجوم على السجادة الحمراء، ويمنح مدينة البندقية الإيطالية دفعة ثقافية وسياحية تعزز من صورتها كمركز عالمي للفنون.
First published: 23:02, 03.09.25