في خضمّ الجدل الدائر حول إمكانية إعادة تشكيل “القائمة المشتركة” وضغط الشارع العربي باتجاه توحيد الأحزاب العربية قبل الانتخابات المقبلة، نشر رئيس القائمة العربية الموحدة، د. منصور عباس، مساء اليوم الخميس، مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، شدّد فيه على أن موقف حزبه “واضح وصريح ومنسجم مع الأغلبية العظمى من أبناء المجتمع العربي”، داعيًا إلى إقامة قائمة مشتركة تعددية قادرة على التأثير وصنع التغيير السياسي.
وقال عباس في كلمته إن الوحدة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق التأثير السياسي الحقيقي، مؤكدًا أن “الضامن للتأثير هو وجودنا في ائتلاف حكومي فاعل”. وأضاف أن “موقف الموحدة لا يحتاج إلى استطلاعات رأي جديدة، فحتى جمهور الجبهة والتجمع والتغيير يريدون التأثير لا العزلة”.
تشكيل القائمة المشتركة
وأشار عباس إلى أن حزبه قدّم موقفه بوضوح لصالح تشكيل قائمة عربية مشتركة ذات تعددية حزبية وتمثيل واسع، لكن “الأحزاب الأخرى رفضت وأصرّت على مواقفها، وهو ما يمنح اليمين العنصري فرصة جديدة للبقاء في الحكم”، على حد قوله.
وحذّر رئيس الموحدة من تكرار تجربة “حرق الأصوات” التي حدثت مع حزب التجمع في الانتخابات السابقة، داعيًا الأحزاب العربية إلى “الانسجام مع مطلب أبناء المجتمع العربي بالوحدة والتأثير وعدم إهدار الفرصة مجددًا”.
مخاوف من التنسيق مع اليمين
وفي ختام حديثه، عبّر عباس عن مخاوف من أن تعود بعض الأحزاب العربية إلى التنسيق مع شخصيات من معسكر اليمين مثل نتنياهو وبن غفير، في حال خاضت الموحدة الانتخابات منفردة ضمن ائتلاف تغيير جديد.
يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد النقاش داخل الشارع العربي حول ضرورة إعادة بناء “القائمة المشتركة” كإطار سياسي موحّد، وسط دعوات متزايدة من قيادات ومواطنين لتفادي الانقسام الذي ساهم، بحسب مراقبين، في إضعاف التمثيل العربي في الكنيست خلال الدورات الأخيرة.