تعيش مدينة جنين ومخيمها وضعًا إنسانيًا كارثيًا في ظل استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي، الذي خلّف دمارًا واسعًا وشللًا شبه كامل في مختلف مناحي الحياة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أنّ خسائر المدينة تجاوزت 300 مليون دولار، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية والممتلكات، وسط تصاعد أعمال التجريف والاقتحامات.
تجريف مناطق سكنية
وأفادت مصار فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي كثّف مؤخرا من عملياته في الحي الشرقي من مدينة جنين، حيث نفّذت آلياته العسكرية تجريفًا واسعًا طال مناطق سكنية مكتظة.
كما وثّقت مصادر فلسطينية تعرّض نحو 800 وحدة سكنية لأضرار متفاوتة، إلى جانب هدم 15 مبنى بشكل كامل، لا سيما في حي الهدف والحي الشرقي.
نزوح قسري
وفي المخيم، الوضع أكثر مأساوية؛ فقد طال الدمار جميع المنازل والمرافق، وشهدت البنية التحتية انهيارًا شبه كامل، في ظل استمرار الحصار المفروض عليه، ومنع الدخول والخروج منذ بداية الحملة العسكرية.
وأفادت اللجنة الإعلامية في المخيم بأن العملية العسكرية أدت حتى الآن إلى مقتل 40 فلسطينيا، وإجبار 790 عائلة على مغادرة منازلها قسرًا، بينما تم إخلاء 380 مبنى من سكانه.
ويُقدّر عدد النازحين بأكثر من 22 ألف شخص، وسط استمرار حركة النزوح دون توقف.
بوابات حديدية
وفي خطوة أثارت استياء واسعًا، أقدم الجيش الإسرائيلي على تركيب بوابات حديدية عند مداخل المخيم، في إجراء وصفته مؤسسات حقوقية بأنه خطوة تصعيدية خطيرة تهدف إلى إحكام السيطرة وإطالة أمد الحصار.
وعلى المستوى الاقتصادي، تعيش جنين حالة من الانهيار، خصوصًا في الأحياء الغربية، حيث توقفت الأنشطة التجارية بالكامل، وتكبّد السكان وأصحاب المحلات خسائر فادحة نتيجة إغلاق الأسواق وتعطّل الحركة اليومية.
وفي تطور لافت، شنت القوات الإسرائيلية فجر اليوم الثلاثاء حملة مداهمات واسعة، أسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين، بينهم الصحفي علي سمودي مراسل صحيفة "القدس"، بعد اقتحام منزله في حي الزهراء.