تصاعدت الضغوط الدولية على حركة حماس بعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب من “عواقب دولية” في حال عدم تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين، بينهم أميركيان، خلال ثمانٍ وأربعين ساعة. وأوضح مسؤول أميركي لموقع أكسيوس أن تصريحات ترامب “رسالة ضغط” على الحركة، وليست إنذارًا نهائيًا.
وفي المقابل، أكد القيادي في حماس خليل الحية أن الحركة تواصل البحث عن الجثامين المفقودة، موضحًا أنها ستتوسع اليوم في عملياتها داخل مناطق جديدة في القطاع. وأضاف أن حماس وافقت مع الفصائل على نشر قوات أممية لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، بينما لا يزال النقاش حول ملف السلاح قائمًا.
وفي السياق ذاته، نقلت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ اليوم عمليات هندسية للبحث عن الجثامين في المناطق التي يسيطر عليها داخل غزة، بمشاركة آليات وطواقم مصرية دخلت القطاع لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، بعد موافقة المستوى السياسي في اسرائيل.
ترامب: قطر ستشارك بقوات حفظ السلام
وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه أمير قطر ورئيس وزرائها في قاعدة العديد، أعلن الرئيس الأميركي أن قطر ستشارك في قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في غزة “عند الحاجة”، إلى جانب السعودية والإمارات وتركيا وإندونيسيا والأردن، مؤكداً أن تشكيل هذه القوة سيتم قريبًا.
من جهته، صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن بلاده لا تتصور تقسيمًا دائمًا لقطاع غزة رغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على نصفه، مستبعدًا إعادة الإعمار في المناطق التي ما تزال تحت إدارة حماس. وأوضح أن واشنطن تعمل على تشكيل قوة دولية لتثبيت التهدئة. وفي هذا الإطار، بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع روبيو سبل التعاون في استعادة جثامين المحتجزين ونزع سلاح حماس.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية بدء عمل القيادة الأميركية المشتركة في كريات غات جنوبي البلاد، بإشراف القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، لتكون مركز عمليات دولي لتنسيق الجهود في غزة، ويضم مئات الجنود من مشاة البحرية وممثلين عن دول التحالف.
ميدانيا: غارات على وسط القطاع
شنّ الجيش الإسرائيلي مساء أمس غارة جوية استهدفت عنصرًا من حركة “الجهاد الإسلامي” في منطقة النصيرات وسط القطاع، بدعوى تخطيطه لهجوم وشيك.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الضحايا منذ وقف إطلاق النار بلغ 93 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، إضافة إلى انتشال 464 جثمانًا من تحت الأنقاض. وتحدثت تقارير محلية عن استمرار عمليات هدم المنازل السكنية شرق خان يونس.
وفي الضفة الغربية، شهدت منطقة مخماس قرب رام الله هجومًا نفذه مستوطنون ضد تجمع بدوي، ما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين وإحراق منازل وخيام، وسط اتهامات للجيش بمنع وصول طواقم الإسعاف. وأعلنت الشرطة لاحقًا اعتقال مشتبه بإضرام النيران في الموقع.
لبنان: قتيل باستهداف دراجة
أما في جنوب لبنان، فقد قُتل شخص في هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية قرب مدينة صور، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قيادي في وحدة الصواريخ التابعة لقوة “الرضوان” في حزب الله، وسط تقارير عن استهدافات إضافية في بلدتي حاروف وبلِيدا.
سموترتش: يجب فرض السيادة
في الشأن السياسي الداخلي، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية، واصفًا الخطوة بأنها “ضرورة وجودية” لإسرائيل. وانتقد سموتريتش ما وصفه بتراجع الرئيس ترامب عن مشروع الضم مقابل اتفاق غزة، داعيًا أنصار اليمين إلى التظاهر أسبوعيًا للضغط باتجاه تنفيذ الضم.
إصابات بجرائم عنف
محليا، سُجّلت جرائم عنف متزايدة، إذ أصيب رجل في الخمسين بجراح خطيرة في حورة فجر اليوم، فيما أُصيب شقيقان في عارة عرعرة بجروح خطيرة ومتوسطة في حادثي إطلاق نار منفصلين. وأكدت الشرطة فتح تحقيق دون الإعلان عن اعتقالات.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة وفاة طفلة تبلغ عامين في مستشفى هداسا بالقدس جراء مضاعفات مرض الحصبة، لترتفع حصيلة الوفيات إلى ثماني حالات منذ تفشي الوباء.
قضائيًا، تنظر المحكمة العليا في القدس غدًا في استئناف ثلاثة شبان من طمرة حُكم عليهم بالسجن سبع سنوات على خلفية أحداث أيار 2021، بعد أن أدانتهم المحكمة المركزية في حيفا عام 2022.
عام دراسي أكاديمي جديد
وتفتتح اليوم الجامعات والكليات الإسرائيلية عامها الأكاديمي الجديد في ظل استمرار تداعيات الحرب، وتزايد شكاوى الطلاب العرب من التضييقات داخل بعض المؤسسات الأكاديمية.
وأخيرًا، دخل التوقيت الشتوي حيز التنفيذ فجر اليوم، بتأخير الساعة ساعةً واحدة إلى الوراء، على أن يستمر حتى 27 آذار/مارس 2026.