أطلقَت وزارة الصحة، اليوم (الثلاثاء)، إصلاحًا شاملًا في نظام التدريب العملي (الستاج) المطلوب للحصول على ترخيص مزاولة الطب في إلبلاد، يتضمن تقليص مدة التدريب، تعديل محتوى الدورات، وإضفاء مرونة على ترتيب الأقسام التي يتدرب فيها الطلاب.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ الإصلاح على مرحلتين: الأولى ستبدأ في أيلول/سبتمبر المقبل، وتُقلَّص فيها مدة الستاج' من 12 شهرًا إلى 9 أشهر، تُوزَّع على النحو الآتي: 3 أشهر في الطب الباطني، شهر في قسم الطوارئ، شهر في طب الأطفال (بدلًا من شهرين)، شهر في الجراحة (بدلًا من شهرين)، شهران اختياريان، وشهر "انتقائي" في أحد التخصصات الرئيسية بدلًا من التدريب السابق في التخدير والعناية المركزة.
أما المرحلة الثانية، المتوقعة بحلول 2027، فستتيح تقليصًا إضافيًا في مدة التدريب لتتراوح بين 6 و9 أشهر، خاصة للطلبة الذين يعملون كمساعدين للأطباء خلال دراستهم.
تغييرات بارزة
وأوضح د. تسفي ماندلوفيتش، نائب المدير العام لوزارة الصحة، أن هذا التقليص يستند إلى توصيات أربع لجان مهنية، وأنه يراعي التوازن بين الحاجة إلى تدريب سريري ذي جودة وبين العبء التشغيلي في المستشفيات، لا سيّما في أقسام الأطفال والجراحة التي تعاني من فائض في عدد المتدربين مما يؤثر على جودة التدريب.
ومن التغييرات البارزة أيضًا: إلغاء شهر الإجازة الكامل، ليتمكن المتدربون من توزيع أيام الإجازة على مدار فترة التدريب، وتحويل التدريب في التخدير والعناية المركزة إلى اختيار انتقائي، كما ستُمنح المستشفيات حرية أكبر في ترتيب الأقسام، مع الحفاظ على المسارات المباشرة في الأقسام الأساسية (الباطنة، الأطفال، الجراحة).
زيادة أعداد خريجي الطب من الخارج
ويأتي الإصلاح في ظل زيادة مرتقبة في أعداد خريجي الطب من الخارج، خاصة بعد "إصلاح يتسيف" الذي نظم الاعتراف بمؤسسات التعليم الطبي في الخارج، وهو ما تطلّب إعادة تقييم عميقة لنظام التدريب لضمان بقاء مستوى التعليم الطبي عاليًا.
يُذكر أن التدريب لم يعد منذ أبريل 2024 جزءًا من متطلبات الحصول على شهادة الدكتوراه في الطب، ما أدى إلى نقل مسؤولية الإشراف عليه من الكليات إلى وزارة الصحة.
وبالإضافة إلى ما سبق، ستُعتمد آلية جديدة لتوزيع المتدربين على المستشفيات، تشمل مواعيد محددة للقرعة مرتين سنويًا لخريجي الخارج، ومرة واحدة لخريجي الداخل. كما سيتم تعزيز نظام التقييم والمتابعة، وسيُشترط مستوى كافٍ في اللغة العبرية قبل بدء التدريب. ومن المخطط أيضًا تأسيس لجنة مختصة بالإشراف على مرحلة "الستاج".
من جانبه، اعتبر وزير الصحة، أورئيل بوسو، الإصلاح "خطوة مفصلية لتحديث المنظومة الصحية"، فيما أكد المدير العام للوزارة، موشيه بار سيمان طوف، أن الهدف هو ضمان تدريب سريري عالي الجودة مع تدعيم الأطراف وتخفيف الضغط عن المراكز الطبية في قلب البلاد.