تقرير نيويورك تايمز: نتنياهو أطال أمد الحرب في غزة لضمان بقائه السياسي

التحقيق يكشف: نتنياهو تجاهل توصيات بإنهاء الحرب وفضّل التصعيد حفاظًا على تحالفه السياسي

5 عرض المعرض
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض
(تصوير: البيت الأبيض)
كشف تحقيق استقصائي موسّع أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ سلسلة من القرارات الحاسمة التي ساهمت في إطالة أمد الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ليس فقط لأسباب عسكرية أو أمنية، وإنما أيضًا بدوافع سياسية وشخصية لضمان استمراره في السلطة.
رفض وقف إطلاق النار خوفًا من انهيار الائتلاف
أفاد التقرير أنه في أبريل 2024، كان نتنياهو قريبًا من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، يتضمن الإفراج عن أكثر من 30 مختطفًا مقابل هدنة أولية لمدة ستة أسابيع، ويفتح الباب أمام تفاهمات دبلوماسية أوسع مع السعودية. إلا أن التهديد الصريح من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال اجتماع مغلق، بأن أي اتفاق من هذا النوع سيؤدي إلى "انتهاء الحكومة"، دفع نتنياهو إلى التراجع عن الخطة، بحسب محضر الاجتماع. في تلك اللحظة، اختار نتنياهو "البقاء السياسي" على حساب إنهاء الحرب، قائلاً لمستشاريه الأمنيين: "لا تعرضوا الخطة".
5 عرض المعرض
طوابير الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة
طوابير الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة
طوابير الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة
(فلاش 90)
قرار استمرار الحرب منح نتنياهو فرصة "قيامة سياسية"
منذ بداية الحرب، سادت التوقعات بانهيار الائتلاف الحاكم وتحميل نتنياهو المسؤولية عن فشل الردع الأمني. لكن وفقًا للتقرير، استغل نتنياهو الحرب لتحسين موقعه السياسي، متجاهلاً توصيات عسكرية بإنهاء الحرب، ورافضًا خططًا لإدارة غزة بعد انتهاء العمليات، خوفًا من إثارة حلفائه المتطرفين. وبالرغم من تزايد الضغوط الدولية، رفض التخلي عن أهدافه القصوى، مثل السيطرة على رفح والمعابر الحدودية.
تحذيرات مسبقة تجاهلها نتنياهو قبل هجوم 7 أكتوبر
أشار التقرير إلى أن نتنياهو تلقى تحذيرات استخباراتية واضحة في يوليو 2023 من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تفيد بأن الانقسام الداخلي الإسرائيلي وضعف الردع قد يدفع خصوم إسرائيل، مثل حماس وحزب الله، إلى استغلال الوضع. إلا أن نتنياهو، الذي كان منشغلاً بتمرير قوانين لإضعاف القضاء، تجاهل هذه التحذيرات حتى بعد أن أبلغه رئيس الشاباك هاتفيًا أن البلاد في حالة "إنذار استراتيجي لحرب".
5 عرض المعرض
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير
(Flash 90)
الرد الأولي على الهجوم: محاولة للتنصل من المسؤولية
في الساعات الأولى لهجوم 7 أكتوبر، أمر نتنياهو بتوجيه ضربات جوية مكثفة على غزة وطلب من الجيش "مضاعفة عدد الأهداف" من ألف إلى خمسة آلاف، وفقًا للتقرير. وسرعان ما بدأ بإلقاء اللوم على الأجهزة الأمنية، محاولًا إظهار أن الهجوم جاء دون تحذير مسبق. لاحقًا، حاول موظفوه تعديل سجلات المحادثات الهاتفية لتقديم نتنياهو بصورة أكثر حسمًا، وهو أمر يخضع الآن لتحقيق قانوني.
فشل التخطيط لـ"اليوم التالي" للحرب على غزة
أوضحت الصحيفة أن نتنياهو رفض مرارًا وتكرارًا طلبات أميركية لوضع خطة لإدارة غزة بعد الحرب، خشية إثارة شركائه من اليمين المتطرف الذين يرفضون أي عودة للسلطة الفلسطينية. هذا الرفض، بحسب دبلوماسيين أميركيين، أعاق جهود التوصل إلى هدنة، وأسهم في استمرار العمليات العسكرية رغم اكتمال الأهداف المعلنة.
5 عرض المعرض
العلم السعودي والاسرائيلي - صورة توضيحية
العلم السعودي والاسرائيلي - صورة توضيحية
العلم السعودي والاسرائيلي - صورة توضيحية
(Chatgpt)
الضغوط الدولية وفرص ضائعة
على الرغم من فرص متكررة لوقف الحرب، بما فيها عرض سعودي في مايو 2024 لتطبيع العلاقات مقابل إنهاء الحرب، اختار نتنياهو التصعيد مجددًا، مدفوعًا بضغوط من إيتمار بن غفير وسموتريتش. وعندما اقترب اتفاق في يوليو، قدّم نتنياهو ستة شروط جديدة رفضتها حماس، ما أدى إلى انهيار المفاوضات.
تصعيد إقليمي من أجل "بقاء الحكومة"
في صيف 2025، ومع اقتراب انهيار حكومته بسبب خلافات مع الحريديم، كشف التقرير أن نتنياهو كشف لموشيه غفني عن خطة لقصف إيران خلال أربعة أيام، شريطة تأجيل التصويت على حلّ الكنيست. وبعد تنفيذ الهجوم، والذي اعتُبر نجاحًا عسكريًا وسياسيًا في اسرائيل، استعاد نتنياهو شعبيته وفق استطلاعات الرأي.
5 عرض المعرض
بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية
بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية
بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية
(Flash90)
خاتمة: نجاة سياسية مقابل ثمن إنساني باهظ
ختم التقرير بأن نتنياهو، رغم تحقيقه مكاسب سياسية وعسكرية كبرى مثل تدمير ترسانة حزب الله وتقليص خطر إيران، إلا أن هجمات 7 أكتوبر ستبقى وصمة في تاريخه. ورغم الاتهامات الموجهة له في المحكمة الجنائية الدولية، فإن النتيجة الأهم لنتنياهو كانت بقاؤه في منصبه.