"حفيدي ابن الـ3 سنوات صرخ مضرجًا بدماء والده" | محمد قادري يكشف تفاصيل جديدة عن جريمة نحف

والد الضحية يزن قادري من نحف يعفو عن قاتل ابنه رغم الفاجعة ويتحدث لراديو الناس بحرقة وألم عن تفاصيل الجريمة المؤلمة

والد الضحية يزن قادري من نحف يعفو عن قاتل ابنه رغم الفاجعة
أسبوع مرّ على بيت كان يزن زينته وفرحته وأمله الدائم في والدفء الغامر للأسرة، ولا زالت دموع الثاكلين لا تجفّ، ولا ينطفئ لهيب قلبوهنّ ألما وحسرة، فيزن الذي عمل بكدّ على إنقاذ الأرواح في مستشفى نهاريا، راح ضحية الجريمة التي تستهدف أركان المجتمع العربي وترابطه الاجتماعي من الشمال وحتى الجنوب.
والد الضحية يزن قادري من نحف يعفو عن قاتل ابنه رغم الفاجعة
هذا النهار مع شيرين يونس
09:07
وفيما يعاني محمد، الأب الثاكل من غياب الأمن والأمان في بيته وحارته وقريته، كما كلّ بلدة ومدينة عربية، قف الأب الثاكل بعزيمة وشموخ، ليعلن عن عفوه عن قاتل ابنه، ويؤكد في رسالة مؤثرة أن مسلسل الدم النازف في مجتمعنا هو آفة، بدايتها يبدأ من عند قيمة التسامح رغم الوجع.
موقف الوالد المكلوم أثار موجة واسعة من التقدير في المجتمع المحلي وعلى مستوى أوسع، إذ رأى كثيرون فيه تعبيرًا عن قيم التسامح والاحتكام للعقل في مواجهة آفة العنف.

"بابا بابا،صرخ ابن الـ3 سنوات مضرجا بدماء أبيه"

توثيق للحظة ارتكاب جريمة قتل الممرض يزن قادري في نحف
وقال محمد قادري في حديثه لـ"راديو الناس": "إنا لله وإنا إليه راجعون. يزن كان إنسانًا محبوبًا من الجميع، لم يؤذِ أحدًا في حياته. عمل ممرضًا في قسم العلاج المكثف في مستشفى نهاريا، وكانت حياته بين بيته وعمله. لم نتخيل يومًا أن يُقتل بلا سبب، وهو الذي لم تكن له عداوة مع أي شخص".
1 عرض المعرض
نحف: مجهولون يطرقون باب الممرض يزن قادري ويردونه قتيلا رميا بالرصاص
نحف: مجهولون يطرقون باب الممرض يزن قادري ويردونه قتيلا رميا بالرصاص
نحف: مجهولون يطرقون باب الممرض يزن قادري ويردونه قتيلا رميا بالرصاص
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
واستعاد الأب تفاصيل ليلة الجريمة قائلاً: "سمعنا دوي الرصاص حوالي الثالثة فجرًا، فهرعت إلى شقته خلال ثوانٍ قليلة، لأجده مضرجًا بدمائه أمام باب بيته، بينما زوجته تصرخ وتحاول إنعاشه. ابنه الصغير، البالغ ثلاث سنوات، كان يصرخ بجانبه: 'بابا.. بابا'، في مشهد لا يُحتمل".
وتابع حديثه بحرقة وألم: "كان المنظر مؤلمًا للغاية. لم أصدق عينيّ، وكل ثانية شعرت وكأنها دهر كامل. لم يكن أحد يتوقع أن يحدث شيء كهذا ليزن، الذي لم يؤذي أحدًا في حياته. المشهد كله بركة دماء، والبيت كله تغير من مكان فرح إلى مأساة لا تُنسى".

"عفوت عن قاتل ابني"

ورغم فداحة المصاب، أوضح قادري سبب اتخاذه قرار العفو قائلاً: "عفوت عن قاتل ابني لأنني لا أريد أن تندلع فتنة أو دماء جديدة في البلدة. ما ذقته من فقدان الابن لا أتمناه لأحد، وأسأل الله أن تكون خاتمة الأحزان في مجتمعنا العربي".
لكن الوالد عبّر في الوقت ذاته عن خيبة أمله من تعامل الشرطة مع القضية، قائلاً: "الشرطة لم تقدّم لنا شيئًا. كل ما قيل لنا كان وعودًا فارغة. لو كانت الجريمة في بلدة يهودية، لكان الجاني في قبضة الشرطة خلال ساعات، أما هنا فالأمر مختلف للأسف".
وختم محمد قادري حديثه بتوجيه الشكر لكل من وقف إلى جانب العائلة في محنتها: "كل القرى، عربًا ويهودًا، وقفوا معنا وقدموا التعازي. أشكرهم جميعًا وأسأل الله أن لا يذيق أي أب أو أم ألم فقدان الابن".
ويُذكر أن الممرض يزن قادري ترك خلفه زوجة وطفلًا صغيرًا، فيما لا تزال التحقيقات الرسمية في الجريمة جارية وسط انتقادات حادة لبطء الشرطة في ملاحقة الجناة.