تفتتح الهيئة العامة للكنيست اليوم (الأربعاء) جلسة مصيرية والأكثر درامية بالنسبة لائتلاف نتنياهو الحاكم منذ انتخابات الكنيست الأخيرة، حيث يواجه أخطر اختبار له منذ تشكيله قبل عامين ونصف.
تبدأ جلسة الهيئة العامة الساعة 11 صباحًا، حيث ستُطرح عدة مشاريع قوانين من المعارضة لحل الكنيست والتوجه لانتخابات مبكرة، وهي مقترحات يمكن أن يتم تمريرها في القراءة التمهيدية بحال لم يحصل اختراق يمكّن نتنياهو من منع الحريديم بدعم القانون
سيغالوفيتش: سينتهي عهد نتنياهو قريبا
عضو الكنيست يوآف سيغالوفيتش - يش عتيد، ونائب وزير الأمن الداخلي سابقًا، قال في حديث خاص لراديو الناس، إن التصويت بالقراءة التمهيدية على مشروع حل الكنيست يبدأ اليوم، ولا نعلم بأي ساعة سيتم طرح مشروع القانون، وأيضا بعد التصويت عليه فإن هنالك مشوار طويل لإقرار المشروع بشكل نهائي.
وأضاف "إلا أن الواقع الذي لا يتغير هو واقع الأزمة التي تعاني منها إسرائيل داخليا وإقليميا ودوليا، وهي ستؤدي إلى انهيار السياسة في إسرائيل على ضوء استمرار الحرب وعدم استعادة المختطفين والتصدع السياسي الداخلي، وأيضا القلق حول الأمن الشخصي وخاصة في ظل الجريمة والعنف وحوادث الطرق القاتلة والأزمة الاقتصادية الخانقة".
وفي هذا السياق، أكد سيغالوفيتش أن "ذلك سيفرض على الجميع إحداث تغيير، هذا قد لا يحصل اليوم لكنه سيحصل قريبا، وسينتهي كل هذا".
نتنياهو يناور في الوقت الإضافي القاتل
في المقابل، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساعيه لتأجيل هذه الأزمة وكسب المزيد من الوقت للتوصل إلى حل، ويجري اتصالات مكثفة مع ممثلي أحزاب الحريديم ورئيس لجنة الخارجية والأمن يولي إدلشتاين في محاولة أخيرة لتفادي التصويت على حل الكنيست.
ورغم ضغوط نتنياهو الكبيرة، لا تزال الفجوات واسعة بين الأطراف، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات الشخصية التي تم فرضها على طلاب المعاهد الدينية المتهربين من التجنيد الإلزامي كما وتوجد خلافات جدية على توقيت فرضها.
حزب "يهدوت هتوراه" الذي يرأسه الوزير يتسحاق غولدكنوبف والمدعوم من الزعيم الروحي للطائفة، أعلن أنهم سيصوتون لصالح حل الكنيست بسبب غياب أي تقدم، فيما أصدر كبار حاخامات حزب "ديغل هتوراه" أوامر مشابهة لنوابهم.
درعي: مفتاح حل للأزمة أو تعميقها
يركز نتنياهو جهوده على محاولة تقسيم موقف الحريديم، بحيث أنه يتواصل بشكل خاص مع رئيس حزب "شاس" أرييه درعي، ورئيس "ديغل هتوراه" موشيه غافني، في محاولة لعزل غولدكنوبف ومنع سقوط التحالف الحكومي.
في هذا الإطار، تسعى أوساط نتنياهو لإقناع الزعماء الدينيين بخطورة الوضع الأمني المتصاعد مع إيران، وتشدد على أن الوقت الحالي لا يحتمل الذهاب إلى انتخابات مبكرة، مطالبةً بتأجيل جديد لمدة أسبوع أو أسبوعين لمحاولة التوصل إلى تسوية.
وفي المعارضة، جرى بالفعل الأسبوع الماضي تقديم عدة مقترحات لحل الكنيست، لكن الائتلاف يخطط لعرقلة تقدمها عبر تقديم عشرات مشاريع القوانين المجمدة منذ أسابيع بسبب مقاطعة الحريديم، ما يعني ساعات طويلة من المداولات في الكنيست يمكن أن تمتد حتى الخميس صباحًا.
نتنياهو يحاول سرقة الوقت لأشهر إضافية
في غضون ذلك، تعصف الخلافات بصفوف المعارضة أيضًا. ففي حين تصر "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان على تقديم مقترحات حل الكنيست بأي ثمن، ترى "يش عتيد" بزعامة يائير لابيد أنه إذا ما بدا أفق لحل الأزمة، من الأفضل سحب المقترحات لتجنب إسقاطها، ما يمنع إعادة طرحها لستة أشهر على الأقل بموجب لوائح الكنيست.
ورغم هذه التهديدات، فإن التقديرات السائدة في الائتلاف تفيد بأن نتنياهو قد يتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب الدينية لتأجيل التصويت النهائي على الحل، ما يتيح للحكومة الصمود حتى نهاية الدورة الصيفية بعد ستة أسابيع والدخول في عطلة برلمانية تستمر حتى نهاية أكتوبر، في مسعى لكسب المزيد من الوقت قبل أي انتخابات محتملة.