انتهت قبل قليل المحكمة المركزية بمدينة الناصرة، احدى الجلسات المهمة في محاكمة قاتل الشاب ديار عمري من بلدة صندلة، وذلك قبل إصدار قرار الإدانة الرسمي، في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت غضبًا في المجتمع العربي.
أسئلة صعبة
ومن المتوقع أن توجّه النيابة العامة خلال هذه الجلسة أسئلة صعبة وحاسمة للمتهم، قد تكشف تفاصيل جديدة حول ملابسات الجريمة التي وقعت عام 2023، عندما أطلق المتهم النار على الشاب ديار عمري وأرداه قتيلًا قرب بلدة "غان نير" في منطقة مرج ابن عامر.
في حديث خاص لراديو الناس، ضمن برنامج "استوديو المساء" مع الزميل محمد مجادلة، قال المحامي مصطفى سهيل محاميد، الموكّل بمتابعة ملف مقتل الشاب ديار عمري، إنّ جلسة المحكمة التي عُقدت اليوم كانت محورية في مسار القضية، حيث تم خلالها استجواب المتهم من قبل ممثلة النيابة العامة.
وأوضح محاميد: "يمكن القول إنّ هذه الجلسة كانت لحظة مواجهة حقيقية، حيث خضع القاتل لاستجواب النيابة بعد أن قدّم في الجلسة السابقة إفاداته ردًا على أسئلة محاميه. ما لاحظناه اليوم هو وجود تناقضات جوهرية بين الإفادتين، بل إنّ التناقض كان كبيرًا، وهذا ما يجعل الجلسة ذات أهمية خاصة. المتهم لا يملك شهودًا يدعمون روايته، وهذا عنصر مصيري في القضية".
وتابع المحامي محاميد مستعرضًا الجدول الزمني المتبقي في القضية: "المحكمة حدّدت موعدًا حتى 17.07.2025 لتقديم جميع الأدلة، وحتى تاريخ 05.09 لتقديم مرافعة الدفاع، أما في 15.09 فستُعقد جلسة التلخيصات الشفوية، وخلالها سيتم تحديد موعد النطق بالحكم. من المتوقع أن يصدر القرار النهائي قبل نهاية العام الجاري".
واختتم قائلًا: "حتى الآن لا يمكن التكهّن بالعقوبة التي سيفرضها القضاة، فذلك يعتمد على البند الذي سيتم بموجبه إدانة المتهم. نحن نأمل أن تصدر المحكمة حكمًا بالسجن المؤبد. من جانبه، يواصل المتهم التذرّع بالدفاع عن النفس ويسعى لتبرئة نفسه، لكننا نؤكد أن الحقائق تقول غير ذلك".
لائحة الاتهام
وبحسب لائحة الاتهام، فإن المتهم كان يقود سيارته تحت تأثير الكحول والمخدرات، وبدون رخصة قيادة سارية. وبعد خلاف مروري مع ديار عمري، ترجّل من مركبته حاملاً سلاحًا ناريًا، وأطلق عيارات في الهواء، ثم دخل في شجار جسدي مع عمري، قبل أن يطلق عليه رصاصتين أصابتاه في الصدر والكتف.
وتتابع اللائحة أن ديار حاول الفرار، إلا أن المتهم واصل إطلاق النار حتى نفدت ذخيرته، ما أدى إلى إصابة عمري بجراح قاتلة. كما أظهرت التحقيقات أن المتهم حاول تضليل الشرطة بطلبه من شقيقته الادعاء بأنها كانت تقود المركبة، لكنها اعترفت لاحقًا بالحقيقة.
اخترقت صدره
الرصاصة التي اخترقت صدر ديار تسببت بمرورها عبر قلبه ورئتيه، مما أدى إلى وفاته، فيما أصابت رصاصات أخرى ظهره ومركبته.
القضية التي شغلت الرأي العام العربي، وتحوّلت إلى رمز لمواجهة العنف والتمييز، تصل اليوم إلى لحظتها الحاسمة، وسط مطالب شعبية بإنزال أقصى العقوبات بحق القاتل ومنع إفلاته من العقاب.