تحذيرات من "هوس النحافة" مع عودة موضة "Y2K"

موضة "Y2K" تجتاح منصّات التواصل الاجتماعي، وأعادت معها إحياء مفهوم جمالي خطير كان سائدًا في مطلع الألفيّة

1 عرض المعرض
موضة
موضة
موضة
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
اجتاحت موضة "Y2K" مؤخّرًا منصّات التواصل الاجتماعي، وأعادت معها إحياء مفهوم جمالي خطير كان سائدًا في مطلع الألفيّة: النّحافة المفرطة كمعيار للجمال. هذا الانتشار المفاجئ للصيحة القديمة، دفع كثيرين من جيل الألفيّة إلى التحذير من تبنّي هذا النمط، لما يحمله من هَوَس بشكل الجسم، وما قد يرافقه من أنظمة غذائية قاسية قد تتطوّر إلى اضطرابات أكل خطيرة.
ورغم أنّ موضة Y2K قد تبدو في ظاهرها مجرّد حنين إلى زمن مضى، بسراويلها وتنانيرها المنخفضة الخصر، إلا أنّها تحمل في طيّاتها مفاهيم جسديّة صارمة، رُوّج لها بقوّة في حقبة شهدت واحدة من أخطر موجات اضطرابات الأكل في التاريخ الحديث. ومع تزامن هذه العودة مع وسوم مثل Y2Kskinny# و#2000sSkinnyعلى تيك توك، تأخذ الظاهرة اليوم منحًى مقلقًا يتجاوز الموضة نحو الصحّة النفسيّة والجسديّة لجيل كامل.
من بين أبرز الأصوات التحذيرية، برزت المؤثّرة وعارضة الأزياء السّابقة كايلا أُولي، التي نشرت مقطع فيديو حصد أكثر من مليوني مشاهدة على إنستغرام، دعت فيه بوضوح إلى التوقّف عن تمجيد معايير النحافة القاسية. وفي مقابلة مع صحيفة Newsweek، تحدّثت أولي عن معاناتها الشخصية مع فقدان الشهيّة، دفعتها في مرحلة ما إلى حدّ استخدام سكّين لمحاولة "قصّ دهون الفخذ". وقالت، انّ هذه الأزمة بدأت في سنّ الرابعة عشرة، بعد مشاهدة صور للمغنّية والمثّلة جيسيكا سيمبسون وُصفت فيها بـ"البدينة". وأضافت: " نتحدّث عن فترة كان الناس فيها يجوّعون أنفسهم، يستخدمون أدوية، يدخلون المستشفيات، ويتّبعون حميات قاسية كحمية الليمون والفلفل الحار، فقط ليبدو مظهرهم هزيلًا".
وتتزامن هذه التحذيرات مع بيانات مقلقة، تشير إلى ارتفاع في حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب اضطرابات الأكل خلال فترة انتشار موضة Y2K الأصلية؛ إذ سجّلت الوكالة الأمريكية لبحوث الرعاية الصحية ارتفاعًا بنسبة 18% بين عامي 1999 و2006. ويحذّر ستيفن بوخولد، من مركز Manhattan Mental Health من هذا التوجّه، قائلَا لمجلّة Forbes: "الترويج اليومي لصور جسدية غير واقعية لا يخلق فقط شعورًا دائمًا بالنقص، بل يدفع البعض إلى سلوكيات خطيرة قد تؤدّي إلى الاكتئاب، وحتى الانتحار".
ورغم أنّ العقد الماضي شهد صعود حركة تقبّل الجسد "Body Positivity"، وتحوّل بعض دور الأزياء إلى تبنّي نماذج أكثر تنوّعًا، إلّا انّ عودة مفهوم "النحافة المثالية" عبر منصّات مؤثرة كتيك توك، تطرح تساؤلًا جوهريًّا: هل ما شهدناه منذ 2010 كان تحوّلًا حقيقيًا في معايير الجمال؟ أم مجرّد موجة مؤقّتة تراجعت سريعًا تحت ضغط الصور النمطية القديمة بحلّة جديدة؟