أعلنت المديرة العامة لشركة جيلان، لبنى عبيد زعبي، عن مبادرة واسعة لبناء هيئة تمثيلية تُعنى بحماية المؤسسات الثقافية العربية في البلاد ومواجهة ما وصفته بـ"التعنيف المنهجي" الذي تتعرض له هذه المؤسسات خلال العامين الأخيرين.
وقالت زعبي في حديث لـ"راديو الناس" إن الحاجة إلى هذا الإطار التمثيلي "ولدت من تراكم مشاهد الاقتحامات والمنع والتضييق ضد الفعاليات والمؤسسات الثقافية العربية"، معتبرة أن ما جرى في مسرح العجوات في القدس كان الشرارة الأخيرة.
لبنى عبيد زعبي لـ"راديو الناس": الهجمات لم تعد أحداثاً منفصلة بل سياسة ممنهجة
المنتصف مع فرات نصار
04:19
وأضافت: "المشهد الذي شاهدناه في مسرح العجوات كان مؤلماً للغاية، لا سيما مع وجود الأطفال. كان هناك رعب حقيقي نتيجة دخول قوى الأمن بشكل تعسّفي واقتحام المسرح. هذا ليس حدثاً معزولاً، بل جزء من سيرورة تُمارس ضد المشهد الثقافي العربي في مختلف البلدات".
تعنيف شرطي وتهديدات من جهات يمينية
وأشارت زعبي إلى أنّ المؤسسات الثقافية ومديريها يتعرضون منذ عامين أو ثلاثة إلى أنماط متكررة من الاستهداف، قائلة: "المؤسسات ومديروها يعانون من تعنيف، سواء عبر الشرطة أو من خلال جمعيات يمينية متطرفة ترى في نفسها سلطة موازية، وتستخدم أدوات ضغط وتهديد. هذه الجهات تسمح لنفسها بأن تؤدي دور الأجهزة التنفيذية، بل وتهدد الجمعيات والمديرين بشكل مباشر".
وأضافت أنّ هذا الواقع المستمر خلق إحساساً بضرورة "التكتل وتوحيد الجهود" بهدف حماية الحراك الثقافي ومنع تكرار الهجمات.
هيئة تمثيلية وبداية تنظيم استراتيجي
وبشأن الهيئة الجديدة التي يُجري العمل على تأسيسها، أوضحت زعبي أن الهدف الأساس هو بناء جسم تمثيلي قادر على اتخاذ خطوات وقائية قبل وقوع الهجوم وليس فقط بعده.
وقالت: "من الصحيح أن نتكاتف ونبني هيئة تمثيلية تتلاقى فيها الجهود. نريد إطاراً يستطيع اتخاذ خطوات قانونية مسبقة قبل أي اقتحام أو تهديد، وأن يدافع عن المؤسسات الثقافية قبل وقوع الضرر".
وأشارت إلى أنّ الرؤية التنظيمية للهيئة ستتبلور في الاجتماع الأول، لكنها كشفت بعض ملامحها: "الهيئة ستشمل مستقلين وناشطين ثقافيين مثل رامي يونس ومحمد بيطار، إضافة إلى جمعيات فاعلة مثل جمعية الشجرين في الطيبة، مسرح ثانٍ في حيفا، وجمعية سراج، وغيرها من المؤسسات. نحن نوسع المجموعة المؤسسة لتضم ممثلين من الجليل والنقب والمثلث والقدس".
أدلة سلوك، ومرجعية واحدة في مواجهة الاستهداف
وبيّنت زعبي أن من أولى الخطوات المتوقعة إعداد تعليمات واضحة للمؤسسات الثقافية حول كيفية التعامل مع أي تهديد أو اقتحام. وقالت: "نريد أن نوفر أدلة سلوكية واضحة: ماذا تفعل المؤسسة في اللحظات الأولى؟ ما هو السلوك القانوني السليم؟ كيف يُوثَّق الحدث؟ وكيف نمنع التعامل الفردي مع كل مسرح أو جمعية؟"
وأضافت: "نريد أن تصل رسالة للوزارة والجهات الرسمية مفادها أن هناك هيئة واحدة تمثّل المؤسسات الثقافية، وأن أي استهداف لها سيتم التعامل معه بشكل جماعي وليس كقضية محلية هنا أو هناك".
الإطلاق الرسمي في بالناصرة
وأكدت زعبي أن الإطلاق الرسمي للهيئة سيكون في شهر فبراير في مدينة الناصرة، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن الموعد الدقيق قريباً.
وأوضحت: "نحن حالياً نعمل على توسيع المجموعة المؤسسة كي تشمل أطياف المجتمع الثقافي العربي والمستقلين والمثقفين من مختلف المناطق، حتى تكون الهيئة شاملة وتمثيلية بحق".


