أعلن الكاردينال كيفن فيرّل، كبير الكرادلة المكلّف بشؤون إدارة الفاتيكان خلال شغور الكرسي الرسولي، عن وفاة البابا فرنسيس اليوم (الإثنين) في مدينة الفاتيكان، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
الكاردينال فيرّل، الذي يُعرف بلقب "الكاميرلنغو"، أوضح في بيان مقتضب أنّ البابا فرنسيس توفي بعد مسيرة امتدت على أكثر من عقد في قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
وتوفي البابا فرنسيس عن 88 عاما بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاما.
ووفاة البابا فرنسيس، الذي شغل المنصب منذ عام 2013، تفتح الباب أمام فترة انتقالية في الفاتيكان تُعرف بـ"الكرسي الشاغر"، يتم خلالها التحضير لاختيار بابا جديد من خلال مجمع الكرادلة.
تعزيات محلية وفلسطينية وإسرائيلية
وعزى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بوفاة بابا الفاتيكان فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاماً، في بيان قال فيه "فقدنا اليوم صديقاً مخلصاً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ومدافعاً قوياً عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع، وصديقاً حقيقياً للسلام والعدالة.
وكان البابا فرنسيس، قد اعترف بدولة فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان، كما زار مدينة بيت لحم، وكان في استقباله الرئيس محمود عباس، وصلى في كنيسة المهد، وتوقف عند جدار الفصل وصلى دعماً للسلام وإنهاء الحروب، كما دعا إلى وقف الحرب على قطاع غزة، واصفا الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جراء الحرب الإسرائيلية بـ"المشين"، كما طالب بعدم إغلاق مدينة القدس أمام المؤمنين، وتطبيق الشرعية الدولية عليها.
بدوره، كتب الرئيس الإسرائيلي قائلا "Hتقدم بأحر التعازي للمواطنين المسيحيين في إسرائيل، وللمجتمعات المسيحية في البلاد، وإلى الكرسي الرسولي والعالم المسيحي أجمع – بفقدانهم لأبيهم الروحي البابا فرنسيس. كان البابا الراحل فرانسيس رجلاً يتمتع بإيمان عظيم وتعاطف كبير، كرس حياته من أجل تقدم الفقراء في العالم والدعوة إلى السلام في عصر معقد ومضطرب، ورأى أهمية كبيرة في تعميق العلاقات مع العالم اليهودي وتعزيز الحوار بين الأديان كوسيلة لتحقيق التفاهم والاحترام المتبادلين".
النائب عودة: كان قريبا جدا من القلب
أما النائب أيمن عودة - رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، فقد كتب في منشور له "عرفت البابا فرنسيس شخصيًا من خلال أكثر من لقاء. أقول بأنه قريب جدًا من القلب. وأنه كان مناصرًا للحقّ الفلسطيني. ولي حول هذا سرّ جميل سأحتفظ به لفترة من الزمن. في الحرب الأخيرة كان أوّل وأوضح الأصوات الداعية إلى وقف الحرب. ومواقفه أدّت إلى هجوم إسرائيلي رسمي متكرّر ضده. أحببت جدًا إحدى مقولاته للمتبرّعين بأن خير وأحقّ عمل إيماني هي اعطاء العاملين حقوقهم! أرقد بسلام.
البابا فرنسيس: نقلة نوعية في نهج القيادة والإصلاح
منذ انتخابه في 13 مارس 2013، أحدث البابا فرنسيس، المولود باسم خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس بالأرجنتين، نقلة نوعية في نهج قيادة الكنيسة الكاثوليكية، جامعًا بين التواضع الشخصي والرؤية الإصلاحية.
ويُعد البابا فرنسيس أول بابا من نصف الكرة الجنوبي، وأول يسوعي يتولى المنصب الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية. اختياره للاسم "فرنسيس" كان دلالة واضحة على توجهه نحو البساطة والفقر، اقتداءً بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز الفقراء وخادم السلام.
قبل انتخابه بابا، شغل برغوليو منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس، وكان معروفًا بتواضعه، إذ كان يستخدم وسائل النقل العامة ويعيش حياة بسيطة. وقد انعكست هذه الروح على أسلوب قيادته للفاتيكان، حيث دعا إلى "كنيسة فقيرة من أجل الفقراء"، وانتقد بقوة الاستهلاك المفرط واللامساواة الاقتصادية.
ومنذ توليه المنصب، أطلق البابا فرنسيس إصلاحات مهمة في هيكلية الكوريا الرومانية، وركز على قضايا مثل التغير المناخي، الهجرة، والعدالة الاجتماعية، مما جعله شخصية بارزة ليس فقط على الصعيد الديني، بل أيضًا في الساحة الدولية.
ورغم أن مواقفه التقدمية حظيت بإشادة واسعة، إلا أنها أثارت أيضًا جدلاً داخل بعض الأوساط الكنسية المحافظة، خاصة فيما يتعلق بمسائل مثل الطلاق، المثلية، ودور المرأة في الكنيسة.
ومع اقتراب الذكرى الثانية عشرة لانتخابه، يواصل البابا فرنسيس مهمته بروحٍ إصلاحية وإنسانية، مؤكدًا أن "الرحمة أقوى من الحكم"، ومثبتًا مكانته كأحد أبرز القادة الدينيين في القرن الحادي والعشرين.
First published: 11:20, 21.04.25