في ليلة كروية ستبقى خالدة في ذاكرة جماهير مانشستر يونايتد، نجح "الشياطين الحمر" في قلب تأخرهم إلى فوز درامي بنتيجة 5-4 أمام أولمبيك ليون، في مباراة مثيرة امتدت حتى الدقيقة 121 من الوقت الإضافي، ليحجزوا بطاقة العبور إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي.
المباراة التي احتضنها ملعب أولد ترافورد شهدت واحدة من أكثر اللحظات جنونًا في تاريخ المسابقة، حيث بدا أن الفريق الإنجليزي في طريقه إلى الإقصاء بعد تأخره 4-2، إضافة إلى اللعب بعشرة لاعبين، لكن عزيمة الفريق وروحه القتالية قلبت المعادلة في اللحظات القاتلة.
المدرب روبن أموريم أعرب عن سعادته الغامرة عقب صافرة النهاية قائلاً: "عند تأخرنا 4-2 مع لاعب مطرود، ظننا أن كل شيء انتهى، لكن في هذا المكان لا شيء مستحيل. استلهمت من الوثائقي عن عام 1999، إنه ليلٌ تاريخي". وأضاف عن هدف هاري ماغواير الحاسم: "الصوت في الملعب؟ لم أسمع شيئًا بهذه القوة من قبل. هناك من يجمع القمصان، وأنا أريد أن أحتفظ بهذا الصوت، إنه أعظم ضجيج في العالم".
الهدف الذي سجله ماغواير في الدقيقة 120 سجّل رقمًا قياسيًا، إذ بات أول هدف يُسجل في الدقيقة 120 من مباراة في الدوري الأوروبي، والأول في بطولة أوروبية منذ هدف أتلتيكو مدريد ضد ليفربول في مارس 2020.
المباراة حطمت أرقامًا أخرى أيضًا، إذ كانت الأولى في تاريخ البطولات الأوروبية التي تشهد خمسة أهداف في شوطَي التمديد.
الأسطورة ريو فيرديناند، نجم يونايتد السابق، وصف ما حدث بالاستثنائي: "لم أرَ شيئًا كهذا في حياتي. قلت إنهم بحاجة إلى معجزة، والآن أصدق أن ما حدث كان جنونًا مطلقًا". فيما قال الحارس الدولي السابق بول روبنسون: "انتهت الكلمات. المشاهد في أولد ترافورد كانت خرافية".
اللافت أيضًا أن الفريق فقد اثنين من لاعبيه خلال اللقاء بسبب ظروف عائلية طارئة، حيث غادر نصير مزراوي الملعب بين الشوطين، فيما انسحب فيكتور ليندلوف من قائمة البدلاء، وهو ما أكده المدرب قائلًا: "كلاهما واجه مشاكل شخصية".
ليلة أولد ترافورد ستبقى شاهدة على روح لا تنكسر، وتاريخ جديد يُكتب بحروف من ذهب في سجلات مانشستر يونايتد.