صفقة نووية خلال أسبوعين؟ ترامب يراهن على الإكراه

ترامب يمنح إيران مهلة أسبوعين للتوصل إلى اتفاق نووي، وسط تشكيك واسع في إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي

راديو الناس|
2 عرض المعرض
الرئيس الامريكي دونالد ترامب
الرئيس الامريكي دونالد ترامب
الرئيس الامريكي دونالد ترامب
(تصوير: البيت الأبيض)
في ظل تصاعد التوترات مع إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يمنح طهران مهلة أقصاها أسبوعان قبل اتخاذ قرار بشأن مهاجمة منشآتها النووية، وهو تصريح أثار شكوكًا واسعة بشأن جدية فرص التوصل إلى اتفاق في هذا الإطار الزمني الضيق.
مفاوضات معقدة وسياق عسكري متصاعد
بحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن الرئيس ترامب أبدى اهتمامه "بشق الإكراه" في ما يعرف بالدبلوماسية القسرية، اي التركيز على الجانب القسري أو الضاغط من أدوات التفاوض، بدلًا من السعي لتسوية متوازنة أو تفاهم مشترك.
وقال للصحافيين إنه يمنح إيران "فترة قصيرة" للحسم، مشيرًا إلى أن "أسبوعين هو الحد الأقصى". غير أن مصادر دبلوماسية حذرت من أن التوصل إلى اتفاق مع إيران في ظرف كهذا يبدو شبه مستحيل، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيرانية حساسة، ورفض طهران التفاوض في ظل ما تصفه بـ"العدوان المستمر".
2 عرض المعرض
المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف
المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف
المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف
(فلاش90)
لافات داخلية وغموض في الموقف الأميركي
المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي لا يملك خبرة سابقة في الملف النووي الإيراني، يقود مسارًا تفاوضيًا موازيًا مع كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، دون نتائج ملموسة حتى الآن. ويتكوف يتمتع بعلاقة شخصية قوية مع ترامب تعود لسنواتهما في نيويورك، ما يمنحه تأثيرًا على قرارات الرئيس، خلافًا لعراقجي الذي يعرف البرنامج النووي الإيراني عن كثب لكن لا يُعرف مدى تأثيره الفعلي على قرارات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي تشير تقارير أميركية إلى أنه "متوارٍ عن الأنظار".
انعدام الثقة ومخاوف من خداع تفاوضي
عراقجي صرّح لقناة NBC أن محادثاته مع ويتكوف ربما لم تكن سوى "غطاء" لعمليات عسكرية إسرائيلية، مشددًا على أن "الصفر تخصيبًا أمر مستحيل... هذا إنجاز وطني علمي"، ما يشير إلى استبعاد تقديم تنازلات شاملة. وفي المقابل، لا تتوفر دلائل على أن المفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق يرضي ترامب أو يثني إسرائيل عن تنفيذ ضربة عسكرية.
سيناريوهات ضيقة ومسارات مغلقة
بحسب الخبير الأميركي روبرت مالي، فإن الخيار الوحيد الذي قد يتحقق خلال أسبوعين هو "الاستسلام غير المشروط"، وهو أمر لا يرى أن طهران ستقبله. ويضيف: "تاريخ الجمهورية الإسلامية يظهر أنها تختار المجازفة بالحرب على الاستسلام".
ومع غياب أي مؤشرات على نية حقيقية للتوصل إلى تسوية، يبدو أن المشهد يسير نحو مواجهة مفتوحة، ما لم تحدث معجزة دبلوماسية في وقت قياسي.