نال مسلسل "مو" الكوميدي-الدرامي على نتفليكس، الذي يروي قصة عائلة لاجئين فلسطينيين تعيش في هيوستن، إشادات واسعة من النقاد والجمهور، حيث اعتُبر تجربة فريدة من نوعها في تقديم سرد صادق ومعقد حول تحديات اللجوء والهوية الفلسطينية في الولايات المتحدة.
مسلسل يسلط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين
بحسب مقال نشرته الكاتبة هانا جيورجيس في موقع The Atlantic، فإن المسلسل يتناول بشكل جريء أزمة الانتماء التي يعيشها محمد النجار، الذي يجسده الفنان محمد "مو" عامر، حيث يكافح للحفاظ على عمله وشعوره بالأمان نتيجة عدم حصوله على الجنسية الأميركية أو الإقامة الدائمة. وتزداد معاناته تعقيدًا بسبب عدم اعتراف الحكومة الأميركية وبعض الأفراد بوطن عائلته كدولة شرعية.
ووصفت جيورجيس أحد مشاهد الموسم الثاني للمسلسل، الذي عرض في يناير الماضي، بأنه من أبرز لحظات العمل. ففي هذا المشهد، يجد مو نفسه في مواجهة مع سفير أميركي عندما يعترض على توصيفه المبهم للوضع في فلسطين. وأكد عامر في حديثه مع الكاتبة أن هذا المشهد يُجسد تمسك مو بهويته الفلسطينية رغم الصعوبات التي تواجهه. وأضاف: "مو مستعد لتدمير حياته من أجل البقاء صادقًا مع نفسه".
بين الحنين للوطن وتحديات الاغتراب
ويركز المسلسل على قصة يسرى، والدة مو، التي أسست مشروعًا صغيرًا لإنتاج زيت الزيتون باسم "1947"، إشارة إلى العام الأخير قبل النكبة. وتُظهر مشاهد زيارة العائلة لحقول الزيتون في بورين بفلسطين ارتباطهم العميق بأرضهم رغم سنوات الاغتراب والتهديدات المستمرة من المستوطنين.
وفي حديثها عن المسلسل، أكدت جيورجيس أن "مو" يُقدم قصة فلسطينية-أميركية بواقعية بعيدًا عن الصور النمطية، مشيرة إلى أن لحظات الحنين والارتباط بالأرض شكلت أحد أبرز جوانب العمل. وأضافت أن هذه المشاهد قدمت صورة مختلفة ونادرة عن الحياة في فلسطين بعيدًا عن صور الصراع والدمار المتكررة في الإعلام الأميركي.
معالجة معقدة ومؤثرة لقضايا اللاجئين
واختتمت جيورجيس حديثها بالإشارة إلى أن المسلسل لا يكتفي بتقديم صورة عن معاناة اللجوء، بل يعكس أيضًا العلاقات الإنسانية العميقة التي تشكلت رغم قسوة الحياة. وأكدت أن "مو" نجح في تقديم قصة معقدة وصادقة ومليئة بالفكاهة حول تجربة اللاجئين الفلسطينيين، مسلطًا الضوء على معاناة الهوية والصراع المستمر مع الانتماء.
وأثار المسلسل نقاشًا واسعًا حول قضايا الاحتلال والاستيطان، حيث تميز بجرأته في تناول هذه المواضيع الحساسة من خلال حوارات صادقة ومباشرة توازن بين السرد الواقعي وروح الفكاهة التي تخفف من حدة المواقف المعقدة.