أصدرت بريطانيا وكندا وأستراليا و24 دولة حول العالم اليوم الثلاثاء بيانًا مشتركًا عبروا فيه عن بالغ القلق من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي وصفوها بأنها بلغت "مستويات غير مسبوقة".
وطالب وزراء خارجية هذه الدول إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني دون عوائق، مؤكدين أن المجاعة بدأت تظهر بوضوح وأن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأرواح.
وأشار البيان إلى ضرورة تمكين المنظمات الدولية والجهات المعنية من توصيل المساعدات دون عرقلة، داعين إلى تسهيل مرور كافة شحنات الدعم المخصصة للفلسطينيين. هذا وقد وقع البيان 27 دولة من بينها بريطانيا وأستراليا وكندا وفرنسا واليابان، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن تفاقم الأزمة الغذائية في غزة، متهمة حركة حماس بالاستيلاء على شحنات المساعدات، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وأعلنت إسرائيل أنها اتخذت إجراءات للسماح بدخول المزيد من المساعدات، منها وقف القتال مؤقتًا في بعض المناطق خلال النهار وإعلان مسارات آمنة لقوافل المساعدات.
تواصل العمليات العسكرية وخليل الحية إلى القاهرة
ميدانيا، شهدت المناطق الشرقية من مدينة غزة، ليل الثلاثاء، قصفًا مكثفًا من قبل الطائرات والدبابات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا، وفقًا لما أفاد به شهود ومسعفون في الموقع.
في سياق متصل، وصل إلى القاهرة خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، لإجراء محادثات تهدف إلى إحياء مبادرة وقف إطلاق النار التي تدعمها الولايات المتحدة، بعد توقف المحادثات السابقة التي جرت بشكل غير مباشر في قطر وأعلنت فشلها في نهاية يوليو الماضي. حيث تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بعدم تحقيق تقدم حول مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة شهرين مع اتفاق على تحرير المختطفين.
وكانت قد أعلنت إسرائيل عن خطط لشن هجوم موسع للسيطرة على مدينة غزة، بعد أن كانت قد اجتاحتها في بداية الحرب عام 2023 ثم انسحبت منها، غير أن هذا التوسع المقرر في أكتوبر المقبل تسبب في موجة غضب دولية بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالقطاع وأزمة الجوع التي يعاني منها أكثر من مليوني نسمة.
أما داخل إسرائيل، فقد أبدى بعض المسؤولين العسكريين مخاوف من أن يؤدي التوسع العسكري إلى تعريض المختطفين للخطر، فضلاً عن المخاطر التي قد تواجه الجنود، إضافة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ونزوح السكان الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بحوالي مليون نسمة في منطقة مدينة غزة.
حماس "مستعدة لاستئناف المحادثات"
حول جهود وقف إطلاق النار، أكد مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات أن حركة حماس مستعدة لاستئناف المفاوضات، موضحًا أن الوفد الزائر للقاهرة يحمل هذه الرسالة ويعبر عن انفتاح الحركة على مناقشة كافة الأفكار التي قد تؤدي إلى إنهاء الحرب.
من جانب آخر، أورد مسؤول من حماس استعداد الحركة للتنازل عن حكم غزة لصالح لجنة مستقلة، لكنه أكد رفض نزع السلاح قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.