نشرت شبكة CNN تقريرًا مطولًا تناولت فيه ما وصفته بـ"الضغط غير المسبوق" الذي تتعرض له إسرائيل من أقرب حلفائها الغربيين على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتحديدًا بعد أكثر من 19 شهرًا من التصعيد العسكري المستمر.
إجراءات غربية متشددة: تعليق اتفاقيات ومراجعة التعاون
وذكرت الشبكة أن بريطانيا أوقفت المحادثات التجارية مع إسرائيل وفرضت عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية، فيما هددت كندا وفرنسا بفرض عقوبات مشابهة، أما الاتحاد الأوروبي – الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل – فقد بدأ مراجعة شاملة لاتفاق الشراكة مع تل أبيب، وهو تطور اعتبره محللون "كان من المحرمات حتى وقت قريب".
وأوضح هيو لوفات، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في حديثه لـCNN أن مجرد مناقشة مراجعة الاتفاق هو "مؤشر على الغضب المتصاعد" من سياسات إسرائيل في غزة، معتبرًا أن استمرار الحرب دون قيد أو شرط قد يؤدي إلى تآكل العلاقات مع عدد من الدول الغربية.
تداعيات إنسانية وانتقادات داخلية
من جانب آخر، نقل التقرير عن منظمات إنسانية، منها الأمم المتحدة، تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة، مشيرًا إلى وفاة عشرات الرضّع جراء الجوع وسوء التغذية، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. كما رصد مراسل CNN في القطاع مأساة أسرة فقدت رضيعتها بسبب نقص الغذاء.
في الداخل الإسرائيلي، يتزايد الغضب الشعبي، إذ تظهر استطلاعات رأي أن غالبية الإسرائيليين تفضل وقف الحرب مقابل إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن. ورغم ذلك، يصر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية، متهمًا منتقدي إسرائيل بأنهم "يمنحون جائزة كبرى لهجوم 7 أكتوبر"، وفقًا للتقرير.
دعم أميركي حذر وضغوط أوروبية متزايدة
وتحدث التقرير عن التباين في المواقف بين إدارة ترامب الحالية وإسرائيل، حيث أبرمت واشنطن اتفاقًا لوقف إطلاق النار مع الحوثيين دون تنسيق مع إسرائيل، وساهمت بشكل منفرد في التفاوض على إطلاق سراح مواطن أميركي من غزة، كما تراجعت – بحسب "رويترز" – عن اشتراط تطبيع سعودي إسرائيلي مقابل التعاون العسكري.
ورغم هذه المؤشرات، لا تزال إدارة ترامب ترفض اتخاذ خطوات عقابية واضحة ضد تل أبيب، وإن أقر مسؤولون أميركيون تحدثوا لـCNN بأن الرئيس ترامب بدأ يشعر بالإحباط من نتنياهو.
اتفاق الشراكة الأوروبية في مهب الريح
وأشار التقرير إلى أن تعليق اتفاق الشراكة الأوروبي-الإسرائيلي بالكامل لا يزال مستبعدًا بسبب الحاجة إلى إجماع الدول الأعضاء، لكن تعليقًا جزئيًا لبعض بنوده يظل واردًا، وهو ما قد يضر بإسرائيل من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية.
وأوضح التقرير أن الاتحاد الأوروبي استخدم سلطته سابقًا في فرض عقوبات على دول ارتكبت انتهاكات حقوقية أقل وطأة من الوضع القائم في غزة، لكن "التعامل الاستثنائي مع إسرائيل" حال دون اتخاذ خطوات مماثلة حتى الآن.