في يانوح: الشيخ أبو وهيب يحافظ على تقليد صناعة "ربّ الخروب"
في هذه الفترة من العام، تعود إلى الأزقة والبلدات العربية رائحة الحطب وصوت النار المتقدة، إيذانًا بموسم صناعة "الرُّبّ"، الشراب التقليدي المستخلص من الخروب، الذي يُعرف أيضًا باسم "الصيدلية المتنقلة" لما يُنسب إليه من فوائد صحية.
الشيخ أبو وهيب يحافظ على تقليد صناعة "ربّ الخروب"
المنتصف مع فرات نصار
05:55
الشيخ أبو وهيب محمود سيف، من قرية يانوح، تحدث لـ"راديو الناس" عن هذا التقليد قائلاً: "لقد ورثت صناعة الرُّبّ عن والدي وجدي، ولدينا في الأرض شجرة خروب يزيد عمرها عن 150 عامًا، تُنتج في سنوات الحمل نحو 400 كيلوغرام. للخروب أنواع متعددة، منها الجوي والصندلاوي والشاهين والنقورة، ولكل نوع خصائصه واستخداماته".
2 عرض المعرض


الشيخ أبو وهيب يحافظ على تقليد صناعة "ربّ الخروب"
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
واستذكر الشيخ طرق التصنيع قديمًا قائلاً: "في الماضي كنا نطحن الخروب بالحجر وننقعه، ولم تكن الكميات كبيرة ولا الناس توليه أهمية. اليوم نقوم بغسله ونشره لشهرين ثم نفرزه على آلات كهربائية. وبعد ذلك يُغلى على النار ما بين 12 و14 ساعة حتى يصبح رُبًّا خالصًا من دون أي إضافات، وهو بذلك يبقى طبيعيًا وصحيًا".
2 عرض المعرض


في يانوح: الشيخ أبو وهيب يحافظ على تقليد صناعة "ربّ الخروب"
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
وعن فوائده الصحية، قال: "الرُّبّ دواء لكل داء. لدي تجربة شخصية مع حفيدة أحد أصدقائي التي كانت تعاني من طفح جلدي في وجهها، وبعد دهن وجهها بالرُّبّ لعدة أيام شُفيت تمامًا بعدما عجز الأطباء عن علاجها. كذلك هو مفيد لالتهابات الحلق، والكبد، والرئة، وقرحة المعدة".
وأشار الشيخ إلى أن دراسات مخبرية أُجريت على عينات من الرُّبّ أظهرت احتواءه على 87 نوعًا من المضادات الطبيعية، مضيفًا: "أنا أقدّم الرُّبّ لوجه الله، ولكل من يطلبه".
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على هذا التقليد رغم مظاهر التطور: "صناعة الرُّبّ بالنار تمنحه الطهارة والقيمة، وهو تقليد نعتز به ونسعى للحفاظ عليه".
First published: 14:06, 05.09.25