نشرت جامعة تل أبيب وثيقة تفرض قيودا على الاحتجاجات والنشاطات في الحرم الجامعي، بحيث ستقام هذه النشاطات فقط بعد الحصول على ترخيص الشرطة وستفحص وفق قانون مكافحة الإرهاب.
وفي حديث عبر راديو الناس، تحدّث ناجي أبو شحادة، ممثّل حركة جفرا – التجمع الطلابي في جامعة تل أبيب، عن الوثيقة الإدارية الجديدة التي أثارت غضبًا واسعًا بين الطلاب العرب والعديد من المحاضرين. الوثيقة، التي تنشر لأول مرة بصيغة رسمية، تتضمّن قيودًا واسعة على النشاطات الطلابية، وتفرض الحصول على موافقة الشرطة لأي مظاهرة أو فعالية، حتى تلك التي لا يتجاوز عدد المشاركين فيها خمسين طالبًا.
ناجي أبو شحادة: قيود قديمة… ولكنها تُعلن اليوم رسميًا
استوديو المساء مع شيرين يونس
06:06
يقول أبو شحادة في بداية حديثه: "للأسف ما نراه هو ارتفاع خطير في حدّة التضييق. شيئًا فشيئًا تتحصّن إدارة الجامعة وتضيّق المساحة المتاحة للنقاش الحر."
ويضيف أنّ الحيّز الأكاديمي الآمن قد تلاشى تدريجيًا: "لم يعد هناك فضاء أكاديمي يضمن حرية التعبير. أي نقاش لا يعجب الإدارة يُمنع بالكامل. عمليًا، اختفى الحيّز الذي يفترض أن يحمي حرية التفكير داخل الجامعة."
قيود قديمة… ولكنها تُعلن اليوم رسميًا
وعن سؤال ما إذا كانت هذه الإجراءات جديدة، يوضح أبو شحادة أن "هذه الإجراءات كانت موجودة دائمًا بشكل غير معلن، لكن الجامعة قررت الآن تثبيتها رسميًا. أخضعت كل نشاط طلابي لرقابة الشرطة، ومنعت فعليًا الطلاب الفلسطينيين من ممارسة حقهم الطبيعي في النقاش والتعبير."
وعن ردّ الحركات الطلابية، يؤكد أبو شحادة وجود تنسيق مستمر بين مختلف الأطر داخل الجامعة. وقال في هذا السياق: "جميع الحركات الطلابية على تواصل دائم للدفاع عن حرية التعبير للطلاب الفلسطينيين في الداخل. سنواصل تنظيم المظاهرات، حتى لو تطلّب الأمر ترخيصًا من الشرطة. لن نسكت ولن نرضخ لهذا الترهيب المزدوج من الجامعة والشرطة معًا."
ويوضح أنّ السلطات باتت تلاحق الطلاب على كل خطوة: "الجامعة تلاحقنا، والشرطة تلاحقنا أيضًا. كل خطوة تحتاج تصريحًا، وكل شعار تحت الرقابة."
مثال من الميدان: مظاهرة صغيرة… ورقابة كبيرة
يستعيد أبو شحادة مثالًا قريبًا ويقول: "نظّمنا مظاهرة بسيطة بعد حادثة إطلاق النار التي أصابت شابين وأدّت إلى مقتل ثالث أمام الحرم الجامعي. كان من الطبيعي طرح سؤال: أين الشرطة؟ لكننا اضطررنا للحصول على ترخيص من الشرطة نفسها لتنظيم هذه الوقفة."
ويشير إلى مفارقة لافتة: "حتى الوقفات التي يقل عدد المشاركين فيها عن خمسين شخصًا—وهي قانونيًا لا تتطلب تصريحًا—رفضت الشرطة السماح بها دون موافقتها." ويضيف بلهجة ناقدة: "الشرطة كانت تقف هناك ليس لحمايتنا، بل لمراقبة ما سنقوله في الشعارات والهتافات."
الطلاب اليهود غاضبون أيضًا… لكن بدرجة أقل
وعن ردود الفعل وسط الطلاب اليهود، يقول أبو شحادة: "هناك تذمّر داخل الأوساط الطلابية اليهودية أيضًا، لأن بعض القيود تشمل الجميع. مثلًا، الوثيقة تمنح فقط لنقابة الطلاب الجامعية الحق في وضع الطاولات أو توزيع المنشورات، وتمنع الملصقات بالكامل."
لكنّه يؤكد الفارق الجوهري: "مع ذلك، تبقى الملاحقة الحقيقية موجّهة نحو الطلاب العرب. أي نشاط طلابي فلسطيني يُقابل بتضييق مباشر، بينما تحصل الحركات الطلابية اليهودية على تسهيلات واسعة ولا تتعرّض للملاحقة نفسها."
ويضيف: "الجامعة، بصفتها مؤسسة صهيونية، تعطي الأولوية المطلقة للرواية الرسمية. أمّا أي صوت فلسطيني، حتى لو كان أكاديميًا وسلميًا، فيتم التعامل معه كتهديد."
وتعهّد أبو شحادة في ختام المقابلة بالاستمرار في العمل الطلابي: "سنبقى نرفع صوتنا ونمثّل الطلاب الفلسطينيين، مهما اشتد الضغط ومهما ضاقت المساحة."


