في ظل تزايد الضغط العسكري والسياسي على حماس، تتواصل العمليات الإسرائيلية المكثفة داخل قطاع غزة، في الوقت الذي تجددت فيه الاحتجاجات الشعبية ضد حماس في بعض مناطق القطاع، وسط حالة من الغضب الشعبي المتصاعد.
وقد خرج مئات المواطنين في شمال قطاع غزة، في مظاهرة نادرة ضد حكم حماس، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب.
مظاهرات شمال قطاع غزة
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالواقع الذي يعيشه سكان القطاع، مؤكدين أن "غزة مُهانة ومجروحة"، في إشارة إلى الدمار الواسع والانهيار الخدمي والمعيشي في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، وغياب الأفق السياسي والمساعدات.
وتُعد هذه المظاهرة من أبرز التحركات الشعبية التي تشهدها غزة منذ اندلاع المواجهات في السابع من أكتوبر 2023، حيث عبّر المتظاهرون عن غضبهم من القيادات السياسية، متهمين حماس بأنها "تدفع الشعب إلى الهاوية".
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، بينما يُحكم الحصار قبضته على السكان، وتُسجَّل نسبة بطالة وفقر مرتفعة وانعدام تام للخدمات الأساسية في مناطق عدة شمال غزة.
وبحسب بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، اليوم الأربعاء، فإن العملية العسكرية المستمرة المسماة "عزم وسيف"، والتي انطلقت في 18 اذار عقب انهيار وقف إطلاق النار مع حماس، أسفرت حتى الآن عن اغتيال 11 قياديًا رفيع المستوى في صفوف حماس، إلى جانب مئات المسلحين، فيما تم تحويل نحو ثلث مساحة قطاع غزة إلى منطقة أمنية عملياتية خاضعة للسيطرة الميدانية للجيش.
انطلقت عملية "عزم وسيف" بسلسلة هجمات جوية مركزة استهدفت قيادات عليا ومتوسطة في حماس، بالاعتماد على معلومات استخبارية دقيقة من جهاز الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الضربة الافتتاحية في 18 اذار أسفرت عن تصفية 8 من كبار مسؤولي حكومة حماس. كما شملت الهجمات اغتيال عناصر من الرتب الوسطى ممن كانوا ينشطون ضمن جهاز الأمن العام، جهاز الأمن الداخلي، ووحدات تصنيع الأسلحة التابعة لحماس والجهاد الإسلامي.
في موازاة التصعيد العسكري، عادت الاحتجاجات الشعبية إلى الواجهة في شمال قطاع غزة، حيث خرج مئات المواطنين في مظاهرات نادرة ضد حكم حماس، ورفع بعضهم شعارات تندد بـ"الإذلال" الذي تعيشه غزة، في إشارة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والدمار واسع النطاق جراء الحرب.
تشير المعطيات المعلنة إلى أن إسرائيل تعتزم مواصلة عملياتها العسكرية والتوسع في مناطق السيطرة الأمنية داخل القطاع، بالتزامن مع استراتيجية تهدف إلى تفكيك البنية العسكرية والقيادية لحماس، بالتوازي مع إظهار علامات التفكك الداخلي داخل القطاع.