من طبق جانبي في مطابخ الشرق الأوسط إلى مكوّن فاخر في مشروبات القهوة الباردة، شقّت الطحينة طريقها إلى قوائم مقاهي راقية في نيويورك ولوس أنجلس، حيث يُقَدّم "لاتيه الطحينة" مقابل نحو 10 دولارات للكوب، بوصفه خيارًا صحّيًا ومبتكرًا للقهوة التقليدية.
ويؤكّد أصحاب بعض المقاهي في مانهاتن أنّ هذا المشروب يلقى رواجًا حتى بين الزبائن الذين لم يسبق لهم تذوّق الطحينة من قبل، مدفوعين بالفضول أو برغبة في تجربة "نكهات شرق أوسطية " ضمن أجواء عصرية وجديدة. ويُعزى هذا الإقبال إلى القيمة الغذائية للطحينة، المعروفة بكونها مصدرًا طبيعيًا للبروتين والدهون النباتية المفيدة.
ويأتي هذا الاتجاه ضمن موجة أوسع تشهدها صناعة الأغذية، حيث يُعاد دمج مكوّنات من المطبخ الشرقي التقليدي في ثقافة الغذاء الغربية، ضمن وصفات وصياغات جديدة تلبّي أذواق المستهلك الأمريكي. ولا تقتصر هذه الصيحات على المقاهي، إذ بدأت مؤخرًا شركات ناشئة في الولايات المتّحدة بإنتاج الطحينة وتسويقها في متاجر الأغذية الصحية، مع التركيز على خصائصها العضوية والنباتية.
ويُذكر أنّ الطحينة ليست الأولى في هذا المسار، إذ سبقها الكركم الذي عرف طريقه إلى مشروبات القهوة تحت اسم "غولدن لاتيه"، إلى جانب دخول الهيل، والزعفران، والزنجبيل في وصفات الحلويات الغربية والمخبوزات.
اللافت في الأمر هو أنّ هذه المكوّنات يُعاد تقديمها عادةً من دون الإشارة إلى جذورها الثقافية أو الجغرافية، ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول ما يُعرَف بـ"الاستيلاء الغذائي"، أي تبنّي عناصر من مطابخ شعوب أخرى وإعادة تسويقها ضمن إطار غربي تجاري، أحيانًا بمعزل عن سياقها الأصلي. في المقابل، يرى البعض في هذا التوجّه نوعًا من التقدير العالمي لنكهات تلك الثقافات وثراء مطابخها.
ويبقى السؤال الأهمّ – كيف يُحضّر "لاتيه الطحينة"؟
مزيجٌ من القهوة والحليب النباتي (مثل اللوز أو جوز الهند)، تُضاف إليهما ملعقتان صغيرتان من الطحينة وكمّية خفيفة من شراب القيقب أو العسل للتحلية، مع إمكانية إضافة القليل من القرفة أو الفانيليا لتعزيز النكهة.