عملية الهروب الكبرى: تهريب أموال الأسد من دمشق إلى أبو ظبي قبل سقوط النظام

تحقيق جديد يكشف نقل الأسد أمواله ووثائقه السرية بطائرة خاصة إلى أبو ظبي قبيل سقوط نظامه

راديو الناس|
1 عرض المعرض
بشار الأسد
بشار الأسد
بشار الأسد
(فلاش 90 )
في واحدة من أكثر العمليات سرية في الأيام الأخيرة لنظام بشار الأسد، كشف تحقيق لوكالة "رويترز" أن طائرة خاصة نفّذت أربع رحلات متتالية بين دمشق وأبو ظبي، لنقل أموال نقدية ووثائق وأصول ثمينة وأقارب للرئيس المخلوع، وذلك تحت إشراف مباشر من ياسر إبراهيم، المستشار الاقتصادي الأبرز للأسد.
طائرة خاصة وحقائب سوداء
وبحسب التحقيق، فإن طائرة من طراز "إمبراير ليغاسي 600" تحمل الرقم C5-SKY والمسجلة في غامبيا، نفّذت أربع رحلات بين 6 و8 كانون الأول/ديسمبر 2024، قبل أن يتوارى الأسد عن الأنظار بالتزامن مع وصول مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إلى مشارف العاصمة.
أوضحت المصادر أن الركاب في الرحلتين الأولى والثانية كانوا من موظفي القصر الجمهوري وأفراد عائلة الأسد – بمن فيهم مراهقون – إضافة إلى أموال نقدية. أما الرحلة الثانية فحملت أيضًا لوحات فنية ومنحوتات صغيرة.
في 7 كانون الأول، عادت الطائرة إلى دمشق الساعة الرابعة عصرًا، وغادرت مجددًا نحو أبو ظبي محملة بحقائب تحتوي على أموال نقدية وأجهزة إلكترونية. البيانات المخزنة شملت سجلات مالية، ومحاضر اجتماعات، وملكية شركات، ومعلومات عن نقل أموال وشركات أوفشور.
شوهدت سيارات تابعة للسفارة الإماراتية في دمشق تقترب من المنطقة المخصصة لكبار الشخصيات في المطار، ما يشير إلى أن الإمارات كانت على علم بالعملية، حسب ضابط الاستخبارات السابق.
الرحلة الأخيرة انطلقت من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية، حيث أقلّت الأموال والوثائق الحساسة إلى مطار البطين في أبو ظبي، المعروف بتدابيره الأمنية الصارمة.
ووفقًا لشهادات أكثر من 14 مصدرًا سوريًا، بمن فيهم موظفون في المطار وضباط سابقون في المخابرات الجوية والحرس الجمهوري، فقد نقلت الطائرة حقائب تحتوي على نصف مليون دولار، إلى جانب حواسيب وأقراص صلبة تتضمّن تفاصيل دقيقة عن الشبكة الاقتصادية السرية التي أنشأها الأسد.
شراكة لبنانية وتمويل إماراتي؟
الطائرة استُؤجرت وفق "عقد جاف" من رجل الأعمال اللبناني محمد وهبة، عبر شركة طيران مسجلة في دبي باسم Flying Airline FZCO. وقد شوهدت في الأشهر السابقة للرحلات وهي تحطّ في روسيا، حليف الأسد الرئيسي.
الحكومة الجديدة: استعادة الأموال المنهوبة
في مقابلة مع رويترز، أكد مسؤول في حكومة الرئيس الجديد أحمد الشرع، أن السلطات تسعى لاسترداد الأموال المنهوبة والتي نُقلت إلى الخارج في الأيام الأخيرة للنظام السابق، مشددًا على أن هذه الموارد ضرورية لإنعاش الاقتصاد السوري المحاصر بالعقوبات والنقص الحاد في العملة الصعبة.