غزة: "لا يمكن وصف الأوضاع بمكالمة هاتفية"

أسامة حميد من قطاع غزة يروي لراديو الناس الأوضاع الإنسانية التي يعيشونها: نتدبر أمرنا كل يوم بيومه ولا شيء يضمن لنا حياتنا

1 عرض المعرض
المجاعة في غزة
المجاعة في غزة
المجاعة في غزة
(فلاش 90)
في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت وطأة حصار خانق يفاقم أزمة الغذاء ويهدد السكان بالمجاعة. تشير التقارير الدولية إلى أن نقص الغذاء والمستلزمات الأساسية قد وصل إلى مستويات خطيرة، خصوصاً بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وكذلك كبار السن والمرضى الذين يحتاجون إلى تغذية محددة لمواصلة العلاج. في هذا السياق، تواصل راديو الناس نقل شهادات المواطنين حول معاناتهم اليومية، لتسليط الضوء على حياة غزة الواقعية تحت الحصار والدمار.
اسامة حميد من غزة: المأساة مستمرة والمجاعة تهدد الملايين
المنتصف مع فرات نصار
09:34
معاناة يومية وسط شح الموارد
المواطن أسامة حميد من غزة، الذي يتواجد حالياً في المناطق الوسطى، تحدث لراديو الناس عن معيشته اليومية في ظل انعدام السيولة وندرة المواد الغذائية. وقال: "السيولة نحصل عليها بالعافية، ندفع جزء من المبلغ من أجل إعطائنا الأموال… وفرة النقود نادرة لأنه لم يدخل أي سيولة على قطاع غزة منذ سنتين تقريباً".
وأضاف: "نشتري اليوميات بحسب المتاح في السوق، مثل الطحين والعدس والحمص، لكن لا يوجد لحم، لا بيض، ولا بروتينات. الوضع صعب جداً، وخصوصاً بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات".
وأشار إلى صعوبة تخزين المواد الغذائية بسبب انعدام وسائل التبريد، قائلاً: "كل يوم يجب أن نتدبر الطعام بيومه، لأن الأسعار اليوم تختلف عن الغد، والخضار والمستلزمات متقلبة جداً… نحاول أن نحصل على ما يلزمنا من أكل لنستمر في الحياة".

التأثيرات الصحية والمجاعة

وأكد أسامة أن نقص الغذاء والمساعدات الإنسانية أدى إلى تفشي أمراض جديدة نتيجة سوء التغذية والأوضاع الصحية المتدهورة، وأضاف: "غزة فيها نحو مليوني إنسان، ومن بينهم مرضى بحاجة إلى أطعمة محددة لتلقي علاجهم… حالات التدمير للمزارع والمساحات الخضراء تجعل الوضع أكثر سوءاً، كما أن دخول المساعدات الإنسانية محدود ويخضع لتقييدات صارمة".
وتابع وصفه للوضع في مدينة غزة: "في حي الصبرة والتل الهوى، هناك عمليات نسف للبيوت والمنازل، مع استمرار القصف والسيطرة الجوية. كثير من السكان أصبحوا نازحين داخل المدينة، ولم تتدخل أي جهة دولية لإجلائهم بشكل آمن".

التحديات اليومية للبقاء على قيد الحياة

وصف أسامة كيفية تدبير يومه: "نبدأ يومنا من الصباح بالتفكير فيما سنشتريه، لأن كل شيء يأتي يومياً حسب توفره… نحاول الحصول على الحطب لإشعال النار، لأنه لا يوجد غاز طهي، وكل شيء ممنوع الدخول من المعابر".
وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية غالباً لا تصل بشكل عادل. وقال في هذا السياق "المساعدة لا تصل لمن يستحقها، بل تصبح ملكاً لمن يحصل عليها أولاً، فنحن نصبح مشترين لها وليس متلقين. هذه مشكلة كبيرة فوق مشكلاتنا اليومية". وتابع "الوضع لا يمكن أن يُوصف بمكالمة هاتفية فقط، لأنه يمثل مأساة حقيقية يعيشها كل فلسطيني في غزة يومياً… شكرًا لكم على الاستماع لنا ونقل معاناتنا".