"لا عقد ولا قهوة" | ممداني يدعو إلى مقاطعة ستاربكس

وكتب ممداني في منشوره: "عمّال ستاربكس في جميع أنحاء البلاد ينفّذون إضرابًا بسبب ممارسات عمل غير عادلة، ويحاربون من أجل عقد عادل. وطالما أنّ الإضراب مستمرّ، لن أشتري ستاربكس، وأطلب منكم الانضمام إلينا. معًا، يمكننا إرسال رسالة قوية: لا عقد، لا قهوة".

1 عرض المعرض
ستارباكس
ستارباكس
ستارباكس
(Nati Shohat/FLASH90)
دعا رئيس بلدية نيويورك المنتخب، زهران ممداني، متابعيه الذين يتجاوز عددهم المليون عبر منصّة X، إلى مقاطعة شركة ستاربكس العالميّة، تضامنًا مع الإضراب المفتوح الذي يخوضه عمّال الشركة في أنحاء الولايات المتّحدة، وسط تعثّر مفاوضات العقود واتّهامات متبادلة بين الشركة والنقابة بشأن ممارسات العمل. وتُعَدّ هذه الخطوة مؤشّرًا واضحًا على الطريقة التي قد يستخدم بها ممداني منصبَه لدعم قضايا العمّال خلال فترة ولايته المقبلة، خصوصًا انّها تزامنت مع إحدى أهمّ اللحظات التجارية للشركة وأكثرها حساسيّة.
"لا عقد، لا قهوة" وكتب ممداني في منشوره: "عمّال ستاربكس في جميع أنحاء البلاد ينفّذون إضرابًا بسبب ممارسات عمل غير عادلة، ويحاربون من أجل عقد عادل. وطالما أنّ الإضراب مستمرّ، لن أشتري ستاربكس، وأطلب منكم الانضمام إلينا. معًا، يمكننا إرسال رسالة قوية: لا عقد، لا قهوة". وبحسب فريقه الانتقالي، فإنّ موقفه هذا ينسجم مع التزامه الواضح بقضايا العمّال، وليس موقفًا استثنائيًا أو طارئًا. وجاء الإضراب بدعوة من نقابة Starbucks Workers United التي تمثّل حوالي 9,500 عامل، أي ما يقارب 4% تقريبًا من إجمالي القوّة العاملة في الشركة، في ظلّ توقّف المفاوضات بين الطرفين. وقد شارك فيه نحو ألف عامل في 65 متجرًا على الأقلّ، بينما حذّرت النقابة من إمكانية توسيع نطاقه ليشمل مئات الفروع الإضافيّة إذا لم تُستأنف المفاوضات.
"ثورة الكوب الأحمر" وتزامن الإضراب مع فعاليّة "Red Cup Day"، وهي واحدة من أكثر أيّام المبيعات ربحيّة لستاربكس، حيث توزّع خلالها الشركة أكوابًا حمراء قابلة لإعادة الاستخدام ضمن حملة موسم الأعياد. وقد اختارت النقابة هذا التوقيت تحديدًا لإطلاق ما سمّته "ثورة الكوب الأحمر"، مستفيدة من حساسية اليوم تجاريًا بهدف زيادة الضغط على الإدارة خلال فترة يُفترض أن تكون من أكثر فترات السنة نشاطًا للسلسلة. وتتّهم النقابة الشركة بالمماطلة في التفاوض وبالعجز عن التوصّل إلى اتّفاق عادل، مشيرةً إلى أنها قدّمت أكثر من ألف شكوى حول ممارسات عمل غير مُنصفة؛ في حين تؤكّد ستاربكس انّ تأثير الإضراب بقي محدودًا وأنّ 99% من فروعها كانت مفتوحة خلال يوم الفعالية، لافتة إلى أنها توفّر، بحسب قولها، "أفضل وظيفة في قطاع التجزئة"، مع أجر متوسّط يبلغ 19 دولارًا في الساعة، يتجاوز 30 دولارًا عند احتساب المزايا.
مقاطعة بنكهة سياسيّة بعيدًا عن تفاصيل الإضراب نفسه، فإنّ دخول رئيس بلدية نيويورك المنتخب على خط النزاع يمنح القضية وزنًا خاصًّا، لا سيّما لاعتبار نيويورك أحد أهمّ الأسواق بالنسبة للشركة. كما انّ مواقف ممداني، المرشّح الديمقراطي الاشتراكي الذي بنى حملته على وعود وتعهّدات بدعم النقل العام المجّاني وتجميد الإيجارات وتوسيع خدمات رعاية الأطفال، تشير إلى توجّه واضح لاستغلال منصبه في دعم التنظيم العمّالي، وهو ما ينسجم مع الصعود المستمرّ للحركة النقابية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وقد ظهر مامداني في صورة جمعته بالسيناتور إليزابيث وورن والمفوّضة السابقة لهيئة التجارة الفيدرالية لينا خان، وهما من أبرز الأصوات الداعمة لتشديد الرقابة على الشركات الكبرى؛ فيما عبّرت وورن عن دعمها لإضراب عمّال ستارباكس، قائلة إنّهم "يكافحون للعيش بينما يتمتّع الرئيس التنفيذي بملايينه". وفي ظلّ استمرار تعثّر المفاوضات واتّساع دائرة الدعم السياسي للعمّال، قد تتحوّل دعوة المقاطعة التي أطلقها ممداني إلى اختبار مبكر لمدى قدرة النقابات على التأثير في واحدة من أكبر الشركات الأميركية، ولطبيعة العلاقة المرتقبة بين إدارة المدينة الجديدة والملفّات الاقتصادية والاجتماعية التي تمسّ حياة سكّانها بشكلٍ مباشر.