شن الجيش الإسرائيلية مساء هذا اليوم سلسلة هجمات على مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية، في هجوم وصف على أنه الأعنف منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، دمّر سلاح الجو الإسرائيلي أربعة مواقع تحت الأرض في الضاحية الجنوبية ببيروت، كما ودمّر مئات الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر بإخلاء أربعة مواقع في الضاحية، بادعاء رصد نشاط لوحدة الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله لإنتاج آلاف الطائرات.
في لبنان، أُفيد بأن الجيش الإسرائيلي شنّ 15 غارة باستخدام طائرات مسيّرة وست غارات بقاتلة في الضاحية. ووفق مصادر سياسية، فقد أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة مسبقاً عن العملية.
وقبل الهجوم، تلقى سكان الضاحية اتصالات تحذيرية على هواتفهم تطالبهم بالإخلاء، ما أدى إلى ازدحام مروري كبير وثّقته مقاطع مصورة وفقا لما ذكره الإعلام اللبناني.
غارات على جنوب لبنان وتهديدات بمناطق عدة
إلى ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف في جنوبي لبنان، وذلك بعد وقت قصير من إنذار بإخلاء مباني في قرية عين قانا جنوبي لبنان. وذكرت وسائل إعلام محلية في لبنان أن مقاتلات شنت هجمات على القرية.
وفي السياق ذاته، تتناقل مجموعات إخبارية وفي منصات التواصل الاجتماعي عن ورود اتصالات يبدو أن الجيش الإسرائيلي يقف وراءها، وتطلب من المواطنين إخلاء بيوتهم تمهيدا لقصفها. وفقا لما ذكرته المصادر، فإن البيوت غير محددة بمنطقة جغرافية، بل تنتشر في مناطق عدة في جنوبي لبنان والبقاع في عمق لبنان وشمال لبنان إضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية.
الرئيس اللبناني يدين الهجمات
على الصعيد السياسي، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون، الغارات الإسرائيلية، معتبراً إياها "انتهاكاً صارخاً لاتفاق دولي ولمبادئ القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدسة"، وأكد أن ذلك "يُثبت رفض إسرائيل لمتطلبات الاستقرار والسلام العادل في المنطقة".
وكانت آخر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 28 نيسان/أبريل الماضي، حيث استهدفت البنية التحتية لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله وفقا للجيش الإسرائيلي، فيما وصفت إسرائيل العملية بأنها "رد على تهديد مباشر وانتهاك فاضح للتفاهمات". ولكنّ الهجمات على لاضاحية هذا المساء هي الأعنف والأكثر تأثيرا منذ اتفاق وقف إطلاق النار.
إسرائيل تستعد لسيناريو رد من لبنان
في إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام أن الجيش الإسرائيلي استعد لسيناريو رد من لبنان على الضربات التي وصفها بأنها الأوسع منذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر محلية أن سكان البلدات الشمالية تلقوا رسائل أفادت أن دوي الانفجارات التي قد تسمع هي ناجمة عن عمل الجيش الإسرائيلي، فيما استعد أيضا لاحتمال الدخول في حالة "امتصاص ضربات" من جهة لبنان
كاتس: سنواصل فرض قواعد وقف إطلاق النار
وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، قال مع بدء الهجمات: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنا أعطينا تعليمات للجيش الإسرائيلي بشن هجوم مساء اليوم وتدمير مبانٍ تُستخدم لإنتاج وتخزين الطائرات المُسيّرة التابعة لتنظيم حزب الله في قلب حي الضاحية في بيروت. سكان هذه المباني تلقّوا بالفعل رسائل إخلاء. سنواصل فرض قواعد وقف إطلاق النار دون أي تنازلات، ولن نسمح لأي جهة بتهديد بلدات الشمال أو أي مواطن إسرائيلي. نعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة بشكل مباشر عن منع خرق وقف إطلاق النار وعن أي نشاط ضد إسرائيل".
الجيش: مبان تحت الأرض لإنتاج مسيرات
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل قليل في بيان أنه سيستهدف على المدى الزمني القريب عدة بنى تحتية تقع تحت الأرض والمخصصة لانتاج مسيرات في عدد من الأحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "رغم تفاهمات الاتفاق بين إسرائيل ولبنان رصد الجيش قيام الوحدة الجوية في حزب الله بالعمل لانتاج الالاف العديدة من المسيرات بتوجيه وتمويل جهات إيرانية".
وأشار في بيانه إلى أن حزب الله استخدم الطائرات المسيرة بشكل واسع في هجماته ضد دولة إسرائيل ويعمل لتوسيع صناعة وانتاج المسيرات تمهيدًا للحرب المقبلة مع إسرائيل.
وتابع البيان "تعتبر هذه الأنشطة بمثابة خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث يتحدى حزب الله الدولة اللبنانية ويمنع تطبيق التفاهمات".
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر إنذارا بإخلاء 4 مبان في حارات الحدث وبرج البراجنة وحارة حريك، وابتعاد السكان المجاورين للمباني
First published: 21:12, 05.06.25