أصدر مركز خدمة الأرصاد الجوية أمس ولأول مرة نماذج مناخية عالية الدقة أشارت إلى تسارع الاحترار المتوقع خلال الأعوام المقبلة وصولا الى العام ألفين ومئة وتغير في هطل الأمطار بشكل بؤثر في مختلف القطاعات .نحاول ان نفهم كيف سيكون تأثير هذه التغيرات في البلدات العربية مع جهينة بدر نمارنة من مواطنون لأجل البيئة والتي شاركت في جلسة في مديرية المناخ.
وفي حديث مع راديو الناس، حذرت جهينة نمارنة، من جمعية "مواطنون لأجل البيئة"، من تداعيات خطيرة ومباشرة للتغيرات المناخية المتسارعة على المجتمع العربي في البلاد، وذلك خلال مشاركتها في جلسة لمديرية المناخ عُقدت اليوم، وناقشت معطيات مقلقة حول الاحترار العالمي والتصحر وشحّ الأمطار.
جهينة نمارنة: مقبلون على تغيرات مناخية لها تداعيات خطيرة على المجتمع العربي
استوديو المساء مع شيرين يونس
00:00
وقالت نمارنة في مقابلة مع "راديو الناس" إن "المعطيات الجديدة التي عرضت خلال الجلسة فاجأت حتى الخبراء والمختصين، إذ تشير إلى توقعات بارتفاع درجات الحرارة بمعدل قد يصل إلى 5 درجات مئوية في المناطق الداخلية، بل وبلوغ 50 إلى 57 درجة مئوية في بعض المناطق خلال العقود المقبلة".
فيضانات وجفاف وتراجع الزراعة
وأوضحت جهينة نمارنة أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى انخفاض بنسبة 30% في معدلات تساقط الأمطار السنوية، إضافة إلى تركّز هذه الأمطار في فترات زمنية قصيرة، ما يرفع من خطر الفيضانات، خصوصًا في البلدات العربية التي تعاني أصلًا من ضعف في البنية التحتية وعدم الجهوزية لمثل هذه الحالات الطارئة.
وأضافت: "نحن نتحدث عن أضرار متوقعة في عدة مجالات، وعلى رأسها الزراعة، وهي مصدر رزق أساسي للمجتمع العربي، فضلًا عن تأثر عمال البناء والمهن الخارجية، الذين هم أيضًا بمعظمهم من المواطنين العرب".
غياب الموارد والخطط والطواقم المؤهلة
وانتقدت جهينة نمارنة غياب الجهوزية لدى السلطات المحلية العربية، مشيرة إلى نقص حاد في الموارد المالية والبشرية والمهنية لمواجهة آثار التغير المناخي. وأكدت أن الاستعدادات الحالية تقتصر غالبًا على حالات الطوارئ المرتبطة بالحروب، ولا تشمل الأزمات البيئية المتوقعة.
صوت المجتمع العربي غير مسموع بما يكفي
وقالت جهينة نمارنة إن الجمعية تعمل منذ سنوات على رفع الوعي داخل المجتمع العربي، كما تطرح قضاياه أمام الهيئات الحكومية المعنية، مضيفة: "نحن نحمل صوت المجتمع العربي، ونسعى للتأثير على السياسات العامة عبر المشاركة في لجان مهنية، كمديرية الجهوزية لأزمة المناخ، التي أشارك فيها بنفسي".
وأشارت إلى وجود وعي متزايد في أوساط الشباب والعاملين في السلطات المحلية، لا سيما مديري أقسام البيئة، إلا أنهم بحاجة إلى دعم من منظمات المجتمع المدني لبناء خطط عمل مهنية تلائم التحديات المناخية المحدقة.
دعوة عاجلة للتحرك
واختتمت بدر حديثها بتوجيه دعوة واضحة: "علينا كأفراد ومجتمع ومؤسسات أن نتحمّل مسؤوليتنا، فالأزمة ليست بعيدة، بل نعيش بداياتها، وكل تأخير في المعالجة قد يكلفنا الكثير".