ترامب يضغط لإزاحة زيلينسكي: بلد مدمر ورئيس تأييده 4% فقط

هاجم ترامب زيلينسكي، مشككًا في شرعيته، وقال إن أوكرانيا لم تجرِ انتخابات ويحكم بالأحكام العرفية بدعم 4% فقط، بينما "البلد تم تفجيره إلى أشلاء". طالب بإجراء انتخابات وأكد أن لأوكرانيا "رأي في المفاوضات". كما ألقى باللوم على كييف في استمرار الحرب، قائلًا: كان عليكم إنهاء الأمر، لم يكن عليكم حتى أن تبدأوه، كان بإمكانكم عقد صفقة

راديو الناس|
لم يكن ينقص أوكرانيا المزيد من التعقيدات، حتى خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحات أثارت الجدل مجددًا.
فعقب استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المحادثات الأولى بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب، اتهم ترامب أوكرانيا ببدء الصراع الذي دمّر أراضيها وأدى إلى مقتل الآلاف.
وفي تصريحاته الأكثر عدائية حتى الآن تجاه زيلينسكي، كرر ترامب إحدى الروايات التي تروّجها موسكو، مشيرًا إلى ضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها محاولة لتمهيد الطريق لإزاحة زيلينسكي عن المشهد السياسي.
1 عرض المعرض
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
(Flash 90)
ترامب: لدينا بلد تم تفجيره إلى أشلاء
وقال ترامب في منتجعه "مار-إيه-لاجو": "نحن في وضع لم تُجرَ فيه انتخابات في أوكرانيا، وهناك أحكام عرفية". كما زعم أن نسبة تأييد زيلينسكي "لا تتجاوز 4%"، مضيفًا: "لدينا بلد تم تفجيره إلى أشلاء".
وفي محاولة واضحة للطعن في شرعية القيادة الأوكرانية، قال ترامب: "إذا كانوا يريدون مقعدًا على طاولة المفاوضات، أليس من المفترض أن يكون للشعب الأوكراني رأي في ذلك؟ لقد مرّ وقت طويل منذ أن أجريت هناك انتخابات".
ورغم الانتقادات الواسعة التي تطاله بشأن تبني مواقف متماشية مع الرواية الروسية، حاول ترامب تبرئة نفسه بالقول: "هذا ليس كلامًا روسيًا، هذا كلامي أنا".
ترامب يعيد صياغة أسباب الحرب
في تصريحاته من "مار-إيه-لاجو"، حاول ترامب إعادة كتابة أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا، متجاهلًا حقيقة أن القوات الروسية عبرت الحدود الأوكرانية في عدوان واضح على دولة مستقلة.
وقال ترامب: "اليوم سمعت أنهم يقولون: 'أوه، لم نكن مدعوين'… حسنًا، أنتم هناك منذ ثلاث سنوات. كان عليكم إنهاء الأمر بعد ثلاث سنوات. لم يكن عليكم حتى أن تبدأوه. كان بإمكانكم عقد صفقة".
وتُفسَّر هذه التصريحات على أنها دعوة مبطنة للأوكرانيين للخضوع لمطالب موسكو، سواء عبر تنصيب حكومة موالية للكرملين أو وقف القتال وتسليم الأراضي.
كما أشار ترامب إلى إمكانية عقد لقاء شخصي مع بوتين قبل نهاية الشهر، في خطوة ستُفسَّر على أنها انتصار دبلوماسي لموسكو، في وقت يحاول فيه الكرملين كسر العزلة الدولية المفروضة عليه.
معارضة داخل الحزب الجمهوري
فيما يبدو أن تأييد ترامب لروسيا لا يلقى إجماعًا داخل حزبه، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور روجر ويكر: "لا أعتقد أن بوتين يمكن الوثوق به. إنه مجرم حرب ويجب أن يقضي بقية حياته في السجن، إن لم يكن يُعدم".
أما السيناتور الجمهوري جون كينيدي، فقال إن "فلاديمير بوتين لديه قلب أسود، ويبدو أنه يمتلك ذوق ستالين في سفك الدماء"، لكنه امتنع عن انتقاد نهج ترامب في المفاوضات.
وفي ظل هذه المواقف المتباينة، يظل مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا في مهب الريح، وسط مخاوف أوروبية من أن تسعى إدارة ترامب إلى فرض تسوية تصبّ في مصلحة موسكو.
First published: 07:17, 19.02.25