اجتمع أعضاء اتحاد البث الأوروبي (EBU) مؤخرًا في العاصمة البريطانية لندن، حيث ناقش المجلس مستقبل مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن". ومع ذلك، امتنع المجلس مؤقتًا عن إجراء تصويت بشأن مشاركة إسرائيل، وقرر تأجيل البتّ في القضية حتى ديسمبر المقبل، وسط تقديرات إسرائيلية تشير إلى أنه في حال تمّ التصويت، فستكون هناك أغلبية واضحة لصالح الإقصاء.
دعوات للاستبعاد وانتقادات لنظام التصويت
عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد، من بينها آيسلندا، إسبانيا، سلوفينيا وبلجيكا، وجهت دعوات علنية، قبل وبعد مسابقة هذا العام، لاستبعاد إسرائيل من المنافسة بسبب الحرب في غزة. كما أعربت جهات عدة عن تشكيكها في فوز المغنية الإسرائيلية يوڤال رافائيل في تصويت الجمهور، داعية إلى إصلاح نظام التصويت.
تعيين مسؤول لقيادة حوار شامل
في بيان له، قال اتحاد البث الأوروبي إن أعضائه أجروا "تبادلًا بنّاءً للآراء" حول الموضوع، واتفقوا على أن المسألة "معقدة بشكل غير مسبوق" وتشهد "تنوعًا واسعًا في الآراء". وبدلًا من اتخاذ قرار فوري، أعلن الاتحاد عن تعيين مسؤول تلفزيوني كبير سابق لقيادة "حوار منظم ومعمّق" مع هيئات البث الأعضاء خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف البيان أن هذا المسؤول سيعمل على "جمع آراء حول كيفية التعامل مع مسألة المشاركة، والتوترات الجيوسياسية، وكيف واجهت منظمات أخرى تحديات مشابهة". ومن المقرر أن يقدّم تقريره في الخريف المقبل، قبيل الاجتماع العام التالي للاتحاد في كانون الأول/ديسمبر.
توتر في الجلسة ودعم محدود لإسرائيل
مصادر إسرائيلية وصفت الاجتماع بأنه اتسم بالتوتر، وأشارت إلى أن إسرائيل تعتقد أن التصويت، لو تمّ، لن يكون في صالحها. وأفاد التقرير بأن الدول الوحيدة التي دعمت إسرائيل علنًا كانت النمسا، ألمانيا وسويسرا، بينما دعت المملكة المتحدة إلى عدم إجراء تصويت فوري.
تاريخيًا، تعدّ هذه الخطوة تطوّرًا استثنائيًا، إذ لم تتعرض إسرائيل لموقف مماثل من دول أوروبية حليفة في مثل هذه الساحة الثقافية. ويُذكر أن مهرجان الأغنية الأوروبية في مايو/ أيّار الماضي شهد احتجاجات واسعة بسبب مشاركة إسرائيل.