بين تأكيدات إسرائيل وصمت حماس: ماذا نعرف عن استهداف رائد سعد؟

 أكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى مقتل رائد سعد في الغارة، مشيرة إلى أن العملية جاءت بعد تخطيط استخباراتي مطوّل

إسرائيل تؤكد اغتيال القيادي في القسّام رائد سعد
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، ظهر اليوم السبت، غارة جوية دقيقة استهدفت مركبة في محيط ميدان النابلسي غرب مدينة غزة، في عملية وُصفت بأنها محاولة اغتيال موجّهة ضد رائد سعد، أحد أبرز قادة حركة حماس في قطاع غزة، والذي يُعدّ الرجل الثاني في القيادة العسكرية بعد عزّ الدين الحداد.
ووفقًا للمعطيات الإسرائيلية، نُفّذت الغارة عبر إطلاق صاروخ من طائرة مسيّرة، استهدف المركبة بشكل مباشر. في المقابل، أفادت مصادر فلسطينية بمقتل أربعة أشخاص جراء القصف، دون الكشف عن هوياتهم فورًا.
وفي وقت لاحق، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى مقتل رائد سعد في الغارة، مشيرة إلى أن العملية جاءت بعد تخطيط استخباراتي مطوّل، وأن ما وصفته بـ”فرصة عملياتية حاسمة” أُتيحت لتنفيذ الاستهداف. وأضاف مصدر إسرائيلي أن قرار تنفيذ الاغتيال جرى بمصادقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس.
1 عرض المعرض
تأكيدات أمنية بمقتل رائد سعد
تأكيدات أمنية بمقتل رائد سعد
تأكيدات أمنية بمقتل رائد سعد
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
من هو رائد سعد؟
يُعد رائد سعد من الشخصيات المركزية في الجناح العسكري لحركة حماس، حيث شغل منصب نائب قائد الجناح العسكري تحت قيادة عزّ الدين الحداد. وفي عام 1990، تعرّض لاعتقال إسرائيلي لفترة قصيرة، على خلفية ضلوعه في أنشطة وُصفت حينها بالإرهابية.
وكان سعد مقرّبًا من مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، كما ارتبط بعلاقات وثيقة مع أبرز قادة الجناح العسكري، وعلى رأسهم محمد الضيف ومروان عيسى. وفي مطلع الألفية الجديدة، تولّى منصب قائد لواء غزة في الجناح العسكري للحركة.
وخلال بداية العقد الثاني من الألفية، قاد سعد تأسيس القوة البحرية التابعة لحماس في قطاع غزة، وترأسها، قبل أن ينضم عقب عملية “الجرف الصامد” عام 2014 إلى ما يُعرف بـ”هيئة الأركان” في الحركة، ليصبح عضوًا في المجلس العسكري المصغّر.
وفي مراحل لاحقة، شغل منصب رئيس أركان العمليات في حماس، وكان مسؤولًا عن إعداد الخطط العملياتية لمواجهة إسرائيل. ووفق مصادر إسرائيلية، أشرف سعد على خطوتين وُصفتا بالمحوريتين في الاستعدادات العسكرية، هما تأسيس وحدات النخبة، وصياغة خطة “سور أريحا” التي هدفت، بحسب الرواية الإسرائيلية، إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، والتي شكّلت أساس التحضيرات لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
بيان حماس
في أعقاب الغارة، أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا دون أن تشير صراحةً إلى مقتل رائد سعد، حمّلت فيه إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن جرائمها”.
وقالت الحركة إن “استمرار الجرائم في قطاع غزة، بما في ذلك استهداف مركبة مدنية غرب مدينة غزة، يُعدّ انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
وأضاف البيان أن “الحكومة الإسرائيلية تتحمّل المسؤولية الكاملة عن تبعات جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك استهداف المدنيين والقيادات والناشطين”، من دون تأكيد أو نفي مصير رائد سعد.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر ميداني متصاعد، وسط مخاوف من تداعيات أمنية وسياسية قد تترتب على العملية، في حال تأكد رسميًا مقتل أحد أبرز قادة حركة حماس في قطاع غزة.
توثيق نشره الجيش الإسرائيلي للاغتيال
الجيش الإسرائيلي والشاباك يعلنان تصفية رائد سعد رسميًا
أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) أن قواتهما نفّذت، اليوم، عملية أدّت إلى مقتل رائد حسين سعد، الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الإنتاج في الجناح العسكري لحركة حماس، وتصفه إسرائيل بأنه من القيادات البارزة المتورطة في هجوم 7 تشرين الأول. ووفق البيان، جاء الاستهداف في ظل رصد محاولات من الحركة لتنفيذ هجمات وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب مساعٍ لإعادة ترميم قدراتها العسكرية.
وأشار البيان إلى أن سعد شغل مناصب قيادية عدّة داخل الجناح العسكري لحماس، وكان مسؤولًا عن تطوير قدرات التصنيع العسكري وإنتاج الأسلحة، كما قاد في الفترة الأخيرة جهودًا وُصفت بإعادة بناء القوة العسكرية للحركة. وأكد الجيش والشاباك عزمهما مواصلة العمليات ضد حماس، معتبرين أن تصفية سعد تشكّل ضربة لقدرة الحركة على التعاظم العسكري.
بيان مشترك لنتنياهو وكاتس
وجاء في بيان مشترك صادر عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية ووزير الأمن أنه "ردًا على تفعيل عبوة ناسفة من قبل حركة حماس، أسفرت اليوم عن إصابة قواتنا في ما يُعرف بـ“المنطقة الصفراء” من قطاع غزة، وجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إسرائيل كاتس بتصفية رائد سعد، رئيس هيئة التعاظم (بناء القوة) في حركة حماس".
وأشار البيان إلى أن "سعد يُعدّ من مهندسي هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأنه كان ينشط في الآونة الأخيرة في إعادة ترميم تنظيم حماس، والتخطيط والتنفيذ لهجمات ضد إسرائيل، إلى جانب إعادة بناء قوة هجومية، وذلك في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار والتزامات حماس باحترام خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وأضاف البيان أنه "بدلًا من الدفع نحو نزع السلاح، انخرط سعد في إعادة التسلّح لأغراض إرهابية". وشدّد البيان على أن “كل من يرفع يده على إسرائيل ويؤذي جنود الجيش الإسرائيلي، ستُقطع يده في غزة وفي أي مكان”.