انطلقت بعد ظهر اليوم، الاثنين، جلسة المحكمة المركزية في مدينة الناصرة للنظر في قضية مقتل الشاب ديار عمري من بلدة صندلة، حيث خُصصت الجلسة لسماع شهادة المتهم دنيس بوكي من بلدة "غان نير"، المتهم بقتل عمري في جريمة وقعت قبل عامين.
وجاءت الجلسة بعد أيام قليلة من إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد عمري، وسط مشاركة واسعة من الأهالي والناشطين الذين حضروا إلى المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع عائلة الفقيد والمطالبة بتحقيق العدالة.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن الحادثة وقعت عام 2023، حينما عاد المتهم إلى منزله في "غان نير" وهو تحت تأثير الكحول والمخدرات، رغم عدم حيازته رخصة قيادة سارية المفعول. وخلال قيادته على الطريق المؤدي إلى بلدته، احتدم خلاف بينه وبين ديار عمري، الذي كان يقود سيارته أمامه. وبعد محاولات فاشلة لتجاوزه، أبطأ عمري من سرعته وتوقف إلى جانب الطريق، ليلحق به المتهم ويترجل من مركبته حاملاً سلاحه الناري.
وأوضحت لائحة الاتهام أن المتهم أطلق في البداية أعيرة نارية في الهواء، ثم تطور الموقف إلى شجار بالأيدي، أعقبه إطلاق المتهم رصاصتين أصابتا ديار عمري في صدره وكتفه الأيسر بقصد قتله. وعلى الرغم من محاولة عمري الفرار بعد إصابته، واصل المتهم إطلاق النار باتجاهه حتى نفدت ذخيرته، مما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة أودت بحياته لاحقًا.
كما كشفت اللائحة أن المتهم عاد بعد الجريمة إلى منزله وطلب من شقيقته إبلاغ الشرطة بأنها كانت تقود السيارة، قبل أن يعيدا التوجه إلى مكان الجريمة، حيث اعترفت الشقيقة لاحقًا بالحقيقة. وبيّنت التحقيقات أن الرصاصة التي أصابت صدر الشهيد تسببت بمرورها عبر قلبه ورئتيه، ما أدى إلى وفاته، في حين أصابت رصاصات أخرى ظهره ومركبته.
يُذكر أن هذه القضية أثارت غضبًا واسعًا في المجتمع العربي، وسط مطالبات بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني وضمان عدم إفلاته من العقاب.