شهدت مدينة حيفا مساء أمس تظاهرة عربية-يهودية حاشدة، شارك فيها المئات احتجاجًا على استمرار الحرب في قطاع غزة، وسط دعوات صريحة لوقف فوري لإطلاق النار. وقد انطلقت المسيرة من مركز المدينة وجابت شوارعها بمشاركة ناشطين من مختلف التيارات السياسية، ورفعت فيها شعارات تدعو إلى وقف "الإبادة في غزة" وتعزيز التعايش والمساواة بين الشعوب.
خلال المظاهرة، ألقى النائب ورئيس قائمة الجبهة والتغيير، أيمن عودة، كلمة أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية، وذلك بعد أن قال إن "غزة انتصرت وستنتصر"، معتبراً أن هذه الحرب تمثل "فشلًا سياسيًا مدويًا لليمين الإسرائيلي".
أيمن عودة: غزة انتصرت سياسيًا واليمين الإسرائيلي يعيش أزمة تاريخية
هذا النهار مع فراس خطيب
06:30
انتصار غزة ليس عسكريًا
في حديث له صباح اليوم ضمن برنامج "هذا النهار" عبر إذاعة راديو الناس مع الزميل فراس خطيب، أوضح عودة فحوى خطابه قائلاً:"ما قلته هو في جوهر الإيمان الوطني الفلسطيني، بأن الشعب الفلسطيني سينتصر وستقوم دولة فلسطين وسينتهي الاحتلال. أرى أن انتصار غزة ليس عسكريًا بل هو سياسي وأخلاقي، لأن إسرائيل لم تحقق أي إنجاز سياسي من هذه الحرب، بل قتلت الآلاف من الأبرياء، بينهم أكثر من 20 ألف طفل."
وأكد عودة أن هذه التظاهرة تأتي ضمن "كسر مؤامرة الصمت والتخويف"، داعيًا الجماهير العربية واليهودية إلى الخروج للشارع والتعبير عن موقفها الإنساني الرافض للحرب، مضيفًا:"كل من يملك ضميرًا يجب أن يفعل شيئًا من أجل وقف الإبادة. هذه الحرب كشفت عن أزمة تاريخية لليمين الإسرائيلي، الذي لم ينجح سوى في القتل."
انتقادات وتحقيق محتمل
في أعقاب تصريحاته، طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المستشارة القضائية للحكومة بالسماح بفتح تحقيق مع عودة بدعوى "التحريض" و"دعم العدو في زمن الحرب"، بل وصل به الأمر للمطالبة بسحب جنسيته. واعتبر بن غفير أن ما قاله عودة بمثابة "خيانة في زمن الحرب".
ورد عودة على هذه الدعوات بالقول:"لو طالب الجميع بمحاكمتي، لكنت قد ذكّرته بأنه لم يُدن قتل أطفال غزة قط. نحن الوحيدون الذين ندين القتل، سواء في 7 أكتوبر أو في غزة."
وأشار عودة إلى أن "هناك أغلبية في المجتمعين العربي واليهودي تتمنى لو أن هذه الحرب لم تقع"، وقال:"حرب الستة أيام عام 1967 كانت هناك أغلبية سعيدة؛ أما في حرب الستة مئة يوم الحالية، فلا أحد سعيد، لا في إسرائيل ولا في غزة."
الحرب على غزة: لا أفق قريب للحل
في ختام مداخلته، قال النائب عودة إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا وإن استمرار الحرب يمثل "جريمة تاريخية"، داعيًا إلى تكثيف الضغط الدولي من أجل وقف الحرب فورًا:"العالم بدأ يتحرك، من باريس إلى لندن، ومطلوب أن يعزل إسرائيل سياسيًا حتى تقبل بالحل. يجب التوصل إلى معادلة توقف الحرب وتنقذ ما تبقى من أرواح الأبرياء."
تجدر الإشارة إلى أن الحرب على غزة تدخل شهرها التاسع، في ظل استمرار القصف والدمار، وانهيار متكرر لمحاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.