"السياسات الملوِّثة أكبر من النفايات": انتقادات واسعة لحملة الحدّ من تلوّث الطرقات

حملة الحدّ من تلوّث الطرقات: انتقادات حادّة من النائبة السابقة والناشطة البيئية سندس صالح لسياسات وزارة البيئة تجاه المجتمع العربي 

1 عرض المعرض
كاميرات مراقبة - صورة توضيحية
كاميرات مراقبة - صورة توضيحية
كاميرات مراقبة - صورة توضيحية
(flash90)
انتقدت النائبة السابقة والناشطة البيئية سندس صالح، لراديو الناس، حملة الحدّ من تلوّث الطرقات، مؤكدة أن المشكلة البيئية في البلاد أعمق بكثير من إلقاء النفايات من نوافذ السيارات، وأن السياسات الحكومية هي “الملوّث الأكبر”.

"السياسات الملوِّثة أكبر من النفايات"

سندس صالح: القضية البيئية ليست نفايات فقط
استوديو الخميس مع فرات نصار
07:01
في بداية اللقاء، قالت صالح: «نشاهد بالفعل أشخاصاً يرمون النفايات من النوافذ، وهذه ظاهرة مرفوضة تربوياً وأخلاقياً، لكنها ليست جوهر المشكلة». وأضافت: «المشكلة الحقيقية أنّ هناك سياسات تُلقى على مجتمعنا أكثر من النفايات نفسها».
وأوضحت أن وزارة حماية البيئة تتعامل مع المجتمع العربي بـ«نهج الشرطي الأخضر»، على حدّ وصفها، معتبرة أنها تمارس فرض المخالفات والعقوبات دون الاستثمار في التثقيف البيئي أو رصد ميزانيات حقيقية. وقالت: «قبل يومين فقط شهدنا تقليصات جديدة من الوزارة على الميزانيات المخصّصة للمجتمع العربي».

المجتمع العربي "في الساحة الخلفية"

صالح شدّدت على أن الوزارة بعيدة تماماً عن احتياجات البلدات العربية، رغم الزيارات الإعلامية للوزيرة: «هناك فجوة كبيرة بين الصور التي تُلتقط في القرى العربية وبين التطبيق الفعلي وتخصيص الميزانيات». وتابعت: «المجتمع العربي دائماً في الساحة الخلفية لكل الوزارات، وخاصة وزارة البيئة ووزارة المساواة الاجتماعية».

"الملوّث الأكبر" هو رأس المال الصناعي

وفي سياق حديثها عن مصادر التلوّث، قالت صالح إن التركيز على مخالفات فردية لا يجب أن يطمس التلوّث الصناعي واسع النطاق: «الملوّث الأكبر ليس الشخص الذي يرمي علبة من الشباك، بل رأس المال الاقتصادي الذي يدير مصانع تلوّث الهواء والمياه، من حيفا حتى أشدود وتل أبيب. من يحاسب هذه المصانع؟».
ورأت أن غياب الرقابة الصارمة على المصانع يعكس خللاً عميقاً، مضيفة: «لا نرى محاسبة لهذه الأجسام الكبيرة التي تلوّث بمستويات تفوق بكثير ما يتركه الأفراد في الشوارع».

القضية البيئية ليست نفايات فقط

وأوضحت صالح أن النظرة إلى البيئة يجب أن تكون شمولية: «القضية ليست نفايات فقط. البيئة تمسّ جودة حياتنا، صحتنا، البنى التحتية، المياه، الأمن الغذائي، الحرارة، الفيضانات، تشجير الحيز العام، وحتى نسب العنف».
وأشارت إلى أن المجتمع العربي – رغم أنه يشكّل 20% من السكان – يعيش في محيطات أكثر قرباً من المصانع الملوِّثة مقارنة بالبلدات اليهودية. وتابعت: «عندما يكون الحيز العام نظيفاً ومظلّلاً وجميلاً، فإن ذلك يقلّل من التخريب والعنف ويشجّع على الانتماء للمكان».

مؤشرات التنمية البيئية: "نحن بعيدون جداً"

تطرّقت صالح إلى مؤشرات التنمية المستدامة الـ17 المتعارف عليها عالمياً (SDGs)، قائلة: «نحن بعيدون كل البعد عن تحقيقها، رغم التصريحات والعناوين الكبيرة التي تصدر عن الدولة».
وذكرت مثالاً على ذلك: «ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعيشون في فقر هم من المجتمع العربي، و50% من مجتمعنا ما زال تحت خط الفقر. البيئة ليست هواءً ونفايات فقط، بل بيئة تتيح لك النمو وتحقيق معدل عمر وصحة يتناسبان مع المعدل العام».
وأشارَت إلى أن ارتفاع نسب الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة الزائدة في المجتمع العربي مرتبط بشكل مباشر بظروف البيئة المحيطة.

الحاجة إلى تسليط الضوء رغم الضغوط المعيشية

وختمت مقابلة بالقول: «أعرف أن الناس منشغلة بقضايا العيش اليومي وكيف ينهون الشهر، لكن هذا لا يقلل من أهمية القضايا البيئية. علينا أن نسلّط الضوء عليها قدر المستطاع لأنها تمسّ حياتنا وصحتنا وجودتنا كأفراد ومجتمع».
وأعربت عن استعدادها لمزيد من النقاشات حول هذا الملف: «شكراً لكم، وسنواصل متابعة هذا الموضوع المهم في مقابلات قادمة».