صواريخ اليمن والحصار البحري يدفعان لرفع أسعار اللحوم عشية عيد الأضحى

مع بدء تحضيرات العيد، الصواريخ اليمنية والحصار البحري المفروض أدى لرفع أسعار اللحوم في البلاد إضافة إلى عوامل أخرى

2 عرض المعرض
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تحديات استيراد الأبقار والخواريف
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تحديات استيراد الأبقار والخواريف
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تحديات استيراد الأبقار والخواريف
(فلاش 90)
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وبدء العائلات في تحضيراتها لأيام عيد الأضحى المبارك، يحتدم النقاش في الأوساط العربية حول الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم، ولا سيما لحوم الأضاحي، التي تراوحت أسعارها ما بين 180 و200 شيكل للكيلوغرام الواحد. وقد أثارت هذه الأسعار المرتفعة موجة من القلق والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح يوسف عطالله، عضو اتحاد أرباب الصناعة وصاحب مسلخ، أن السبب المباشر لارتفاع الأسعار هو النقص الحاد في لحوم الخراف محليًا ومستوردة، مقابل طلب متزايد عليها. وأشار إلى تراجع كبير بنسبة تتراوح ما بين 50% حتى 60% في عدد مربي المواشي خلال السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع تكاليف التربية وعزوف الجيل الجديد عن العمل في هذا المجال.
الصواريخ اليمنية ترفع أسعار اللحوم
كما تطرق عطالله إلى تداعيات الهجمات الحوثية اليمن على حركة السفن في البحر الأحمر، والتي أجبرت السفن المحملة بالأغنام القادمة من أستراليا على اتخاذ مسارات بحرية أطول عبر المحيط الهادئ، ما يزيد مدة الشحن من 18 إلى 58 يومًا ويرفع تكاليف النقل بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، أثارت هذه الظروف اعتراض جمعيات الرفق بالحيوان بسبب المعاناة التي تتعرض لها المواشي خلال فترة النقل الطويلة، ما ساهم أيضًا في تقليص كميات الاستيراد.
ونوّه عطالله إلى أن تكاليف الأعلاف تشكل عاملًا إضافيًا في هذه الأزمة، حيث أدى انخفاض استيراد الأعلاف من أوكرانيا وروسيا بسبب الحرب إلى ارتفاع أسعارها، وخاصة القمح والذرة والشعير. وأعرب عن اعتقاده بأن حملات مقاطعة اللحوم التي أُعلن عنها لن تؤدي إلى نتائج ملموسة، رغم تسجيل انخفاض جزئي في الطلب على الأضاحي هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية.
ودعا عطالله إلى تسهيل استيراد الأغنام من أستراليا والتعامل مع التحديات المترتبة على ذلك، إضافة إلى خفض الضرائب على الأعلاف المستوردة ودعم المزارعين ومربي المواشي لتعزيز الإنتاج المحلي. كما طالب بتخفيف الضرائب بشكل عام على أصحاب المصالح الصناعية والتجارية، مشيرًا إلى رسوم التأمين الوطني التي تشكل عبئًا إضافيًا على أصحاب المزارع والمسالخ.
ارتفاع الأسعار مستمر مع مرور 600 يوم على الحرب
2 عرض المعرض
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تحديات استيراد الأبقار والخواريف
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تحديات استيراد الأبقار والخواريف
ارتفاع أسعار اللحوم بسبب تحديات استيراد الأبقار والخواريف
(فلاش 90)
من جهته، أشار أفيف حاصباني، رئيس نقابة الأغذية والمواد الاستهلاكية في اتحاد أرباب الصناعة، إلى أن ارتفاع الأسعار مرتبط بعوامل خارجة عن سيطرة المنتجين وأصحاب الصناعات، مثل استمرار الحرب منذ أكثر من 600 يوم وما يرافقها من ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري، وتزايد علاوة المخاطر على السوق الإسرائيلية بعد تخفيض التصنيف الائتماني للدولة.
وأضاف حاصباني أن حوالي 70% من أعلاف المواشي مستوردة، في وقت ارتفعت فيه أسعار الأعلاف نتيجة أزمة المناخ والجفاف الطويل الذي شهدته البلاد، ما زاد من تكاليف التربية والإنتاج.
نقص حاد بالبيطريين
وسلّط حاصباني الضوء على النقص الحاد في عدد المفتشين البيطريين، الذي يؤدي إلى خفض كميات الذبح في المسالخ خلال فترات الأعياد، ما يرفع التكاليف على المنتجين ويؤثر على وفرة اللحوم المعروضة في السوق.
بدوره، قال رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد أرباب الصناعة، د. محمد زحالقة، إن أزمة ارتفاع أسعار اللحوم ليست محلية فقط، بل هي نتاج تحديات عالمية ومحلية معقدة. وطالب الحكومة بتخفيض الأعباء الضريبية على المواد الخام المستوردة، وتحمل جزء من تكاليف الشحن والاستيراد المتزايدة بسبب الحرب وهجمات الحوثيين، إضافة إلى معالجة مشكلة ارتفاع أسعار المياه والكهرباء وغيرها من الضرائب التي تثقل كاهل المنتجين وتنعكس سلبًا على المستهلكين.