لأول مرة منذ نحو 4 سنوات: الدولار يترنّح تحت 3.19 شيكل - الأسواق تترقّب قرارات حاسمة

على الصعيد العالمي، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية – بنسبة 0.3% 

|
1 عرض المعرض
الدولار يترنّح تحت 3.19 شيكل
الدولار يترنّح تحت 3.19 شيكل
الدولار يترنّح تحت 3.19 شيكل
(Flash90)
سجّل الدولار الأميركي هبوطًا لافتًا دون مستوى 3.19 شيكل جديد، ليصل إلى 3.186 شيكل جديد، مسجّلًا أدنى مستوى له منذ آذار/مارس 2022، في ظل تراجع العملة الأميركية عالميًا وحركة متباينة في سوق العملات المحلية.
وبحسب المعطيات، يُتداول اليورو عند نحو 3.75 شيكل، فيما فقد الدولار خلال الأشهر الـ12 الأخيرة نحو 12.3% من قيمته مقابل الشيكل. وعلى الصعيد العالمي، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية – بنسبة 0.3% إلى 97.80 نقطة، بعد انخفاض 0.5% في الجلسة السابقة. ويتجه المؤشر لتسجيل تراجع شهري بنحو 1.3% وسنوي بنحو 9.5%، وهو أكبر تراجع سنوي منذ عام 2017.
مضاعفة سقف الإعفاء من "الماعم" على الاستيراد الشخصي عبر الإنترنت محليًا، وقّع وزير الاقتصاد، بتسلئيل سموتريتش، اليوم، على أمر يقضي بمضاعفة سقف الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة (ماعم)على الاستيراد الشخصي عبر الإنترنت من 75 دولارًا إلى 150 دولارًا. ويدخل القرار حيّز التنفيذ خلال 48 ساعة من نشره، من دون الحاجة لمصادقة لجنة المالية، ما يتيح للمستهلكين الشراء من الخارج حتى السقف الجديد دون دفع ضريبة القيمة المضافة.
غير أن القرار يُتوقّع أن يؤدي إلى خسارة إيرادات ضريبية تُقدَّر بنحو 1.25 مليار شيكل سنويًا، وسط معارضة شديدة من اتحاد غرف التجارة واتحاد الصناعيين، اللذين حذّرا من إلحاق ضرر بالغ بالأعمال والمنتجين المحليين المُلزمين بدفع ضريبة كاملة. وبحسب المعطيات، يدرس ممثلو التجار التوجّه إلى المحكمة العليا للطعن في توسيع الإعفاء.
في السياق الاقتصادي، كتب عوفر كلاين، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في هارئيل للتأمين والتمويل، أن الفائدة في إسرائيل مرشّحة لمواصلة الانخفاض خلال عام 2026، إلا أن قوة سوق العمل قد تُعقّد قرار خفضها في المدى القريب. وأوضح أن تراجع التضخم، وقوة الشيكل، وانخفاض أسعار الشقق، وصفقة الغاز الأخيرة، وخفض الفائدة في الولايات المتحدة تدعم تقديرات استمرار الخفض التدريجي للفائدة، مع ترجيح أن يتم ذلك نهاية شباط/فبراير.
ضعف الدولار في آسيا عالميًا، واصل الدولار ضعفه في آسيا؛ إذ تراجع أمام الين الياباني بنحو 0.8% إلى 155.87 ينًا، بعد أن بلغ 157.78 ينًا يوم الجمعة – أدنى مستوى منذ كانون الثاني/يناير – وذلك رغم رفع بنك اليابان الفائدة إلى أعلى مستوى منذ 30 عامًا. وقد لوّحت السلطات اليابانية بإمكانية التدخل في سوق العملات؛ إذ قال وزير المالية الياباني كاتاياما في مقابلة مع بلومبرغ إن لليابان «حرية كاملة» في مواجهة التقلبات غير الاعتيادية، واصفًا ضعف الين بأنه «تحرّك مضاربي».
من جهته، رأى مات سيمبسون، كبير استراتيجيي الأسواق في StoneX، أن فترة السيولة المنخفضة بين عيد الميلاد ورأس السنة قد تكون الأكثر فاعلية لأي تدخل محتمل، مستبعدًا الحاجة إليه ما لم تتجاوز التقلبات مستوى 159 ينًا. ويُذكر أن اليابان تدخلت في أسواق العملات عامي 2022 و2024 لدعم الين.
في الولايات المتحدة، يُنتظر صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي المتأخرة بسبب إغلاق حكومي دام 43 يومًا، ويُتوقع أن تُظهر نموًا سنويًا بنحو 3.3% في الربع الأخير وفق استطلاع رويترز، بعد نمو 3.8% في الربع السابق. ويرى محللون أن هذه البيانات، رغم أهميتها، قد يكون تأثيرها محدودًا على الأسواق، مع استمرار الحديث عن «اقتصاد على شكل K»: فئات دخل مرتفعة تُزدهر، وأخرى متوسطة ومنخفضة بالكاد تصمد.
يواصل الدولار الانزلاق، والشيكل يزداد قوة، بينما تقف الأسواق بين قرارات ضريبية مثيرة للجدل وتوقعات فائدة أقل… مشهد اقتصادي مفتوح على احتمالات ساخنة في الشهور المقبلة.