تزايد النوبات القلبية بين الشباب يثير القلق: نمط الحياة الحديث تحت المجهر

خبراء: الضغوط النفسية وقلة النوم والتلوث والأنماط الغذائية الغربية تدفع نحو إصابات قلبية مبكرة

1 عرض المعرض
ممارسة الرياضة - رياضة المشي ولعب التنس
ممارسة الرياضة - رياضة المشي ولعب التنس
ممارسة الرياضة - رياضة المشي ولعب التنس
(فلاش 90)
حذّر أطباء من تزايد مقلق في معدلات النوبات القلبية بين فئة الشباب، مؤكدين أن أنماط الحياة العصرية والضغوط البيئية والمهنية تمثل عوامل رئيسية وراء الارتفاع المبكر في أمراض القلب، وفق تقرير نشرته صحيفة Times of India.
وأوضح التقرير أن الارتفاع المفاجئ في حالات النوبات القلبية بين الشباب يثير تساؤلات كثيرة، وغالبًا ما يُربط بفيروس كورونا أو اللقاحات، إلا أن الخبير القلبي الدكتور براديب هارانهالي، استشاري أمراض القلب التداخلية في الهند، يرى أن الأسباب أعمق وأوسع من ذلك بكثير.
وقال هارانهالي إن تغير أنماط المعيشة والعمل، وقلة النوم، وطول ساعات العمل، وتزايد الضغوط النفسية، جميعها تسهم في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب خلال العقود الأخيرة، مشيرًا إلى أن نمط الحياة العصري «ينخر في صحة الأجيال الشابة بهدوء».

تراجع النشاط البدني

وأشار التقرير إلى أن العالم يشهد تحولًا من نمط الحياة النشط بدنيًا، الذي كان يعتمد على العمل الزراعي أو الحركي، إلى حياة يغلب عليها الجلوس أمام الشاشات والاعتماد على التكنولوجيا في التنقل والتسوق والترفيه، ما أدى إلى انخفاض حاد في النشاط البدني اليومي وزيادة معدلات السمنة.

أنماط غذائية مقلقة

وبيّنت البيانات أن متوسط استهلاك الفرد من الزيوت النباتية ارتفع من 8.2 كيلوغرام عام 2001 إلى نحو 23.5 كيلوغرام سنويًا اليوم، مقارنة بـ2.9 كيلوغرام فقط في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يتجاوز بكثير الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية (12–13 كغم سنويًا).
وأرجع الدكتور هارانهالي هذا الارتفاع إلى التحضر وارتفاع الدخل وتأثير الإعلانات والعادات الغذائية الغربية، مؤكدًا أن هذه التحولات “تقوّض الصحة العامة وتزيد من معدلات السمنة وأمراض القلب بشكل خطير”.

عوامل خطر غير تقليدية

وأشار الطبيب إلى أن نحو ربع حالات النوبات القلبية تحدث من دون وجود عوامل الخطر التقليدية مثل ارتفاع الكوليسترول أو ضغط الدم أو التدخين أو السكري، موضحًا أن السبب يكمن في تفاعل معقد بين العدوى الفيروسية، والإجهاد المزمن، والتلوث الهوائي.
كما لفت إلى أن تسلخ الشريان التاجي التلقائي (SCAD) والتعرض المزمن للجسيمات الدقيقة الملوثة في الهواء المعروفة باسم PM2.5، أصبحت من الأسباب المستجدة التي تهدد صحة القلب لدى الشباب.

التجربة اليابانية نموذجًا للوقاية

ودعا هارانهالي إلى تبني استراتيجيات وقائية وطنية للحد من أمراض القلب المبكرة، مشيرًا إلى أن اليابان نجحت في خفض معدلات أمراض القلب التاجية والوفيات المرتبطة بها بنسبة 61% بين عامي 1980 و2012، بفضل برامج شاملة ركزت على خفض ضغط الدم والتدخين والسمنة والسكري وتحسين النظام الغذائي.
وختم الخبير الهندي قائلاً إن التجربة اليابانية يمكن أن تكون مصدر إلهام للدول الأخرى، داعيًا إلى "تغيير جذري في السلوكيات المعيشية، وزيادة الوعي الصحي والوقاية المبكرة"، حفاظًا على قلوب الشباب من خطر صامت يتفاقم بصمت خلف نمط الحياة الحديث.